مختصون لـ الراية : التحول للسيارات الكهربائية يعزز جودة الهواء
سباق عالمي في الاعتماد على السيارات الكهربائية
تعزيز الاعتماد على الطاقات النظيفة وتقليل الانبعاثات
جهود كبيرة في توفير البنى التحتية للسيارات الكهربائية

كتب- محروس رسلان:
أكَّدَ عددٌ من الخبراء والمُختصين لـ الراية أنَّ الاعتماد على الطّاقات النظيفة والنقل الأخضر من خلال التحوُّل نحو السيارات الكهربائية، من المتوقع أن يحقّق نتائج كبيرة ملموسة خلال المستقبل القريب تنعكس إيجابيًا على جودة الهواء، من جراء تقليل انبعاثات الغازات الضارة، الأمر الذي يساهم في تحسين الحياة الصحية على مُستوى الدولة. ونوّهوا بأنَّ قطر وصلت إلى مُستوى متقدم في هذا المجال، حتى أصبحتْ من الدول السبّاقة في اعتماد السيارات الكهربائية، وذلك حفاظًا على جودة الهواء واستخدام الطاقات النظيفة.
ونوّهوا بأنَّ السيارات الكهربائية، سيارات صديقة للبيئة لا ينتج منها أي انبعاثات ضارة بالبيئة، مثل؛ ثاني أكسيد الكربون كالسيارات العادية التقليدية، فضلًا عن تقدم التكنولوجيا الذي بات يصبّ في صالح تطوير السيارات الكهربائية لتسير مسافات طويلة بدون الحاجة إلى شحنٍ من خلال زيادة عمر البطارية، واعتماديّتها. وأوضحوا أنَّه لا توجد أيُّ تحديات فيما يتعلق بصيانة السيارات الكهربائية؛ لأنها بالنهاية سيارة كأية سيارة عادية، فقط بها بطارية من الليثيوم، وأما باقي قطع السيارة فتتشابه مع قطع غيار السيارة العادية، مُشيرين إلى أنَّ عملية صيانة السيارة الكهربائية ستكون أسهل من السيارات العادية، وأقل تكلفة وتلفًا، باستثناء البطارية.
وأكَّدُوا أنه مع استمرار التطورات التكنولوجية وزيادة الدعم الحكومي والوعي البيئي، تبدو السياراتُ الكهربائية قادرةً على تغيير قواعد اللعبة في قطاع النقل والطاقة، ما يساهمُ في بناء مستقبل أكثر استدامةً للأجيال المقبلة.
وثمّنوا الجهود التي تبذلُها عدة جهات بالدولة لتحقيق الاستدامة عبر تبنيها واهتمامها بالمشاريع الرائدة، مثل؛ مشروع زراعة 10 ملايين شجرة بحلول العام 2030، ومشروع الأمواج الزرقاء لتحويل الكربون إلى غازات صديقة للبيئة، ومشروع السيارات التي تعمل بالطاقة النظيفة، وعلى رأسها السياراتُ الكهربائية، لافتين إلى أنَّ الدولة وفرت البنى التحتية اللازمة مساندةً لهذا التوجه، ولضمان إنجاح المشروع.
تامر عبدالله: التطور يزيد من شعبية السيارات الكهربائية
أوضحَ تامر عبدالله «مُدير علامة تجارية»، أنَّ الانتقال إلى السيارات الكهربائية، يعدُ خطوةً محوريةً نحو مُستقبل أكثر استدامة.
وقالَ: السياراتُ الكهربائية لا تطلق انبعاثات كربونية أثناء التشغيل، ما يعني تقليل تلوث الهواء في المدن الكُبرى، وهذا يساهم في الحدّ من آثار الاحتباس الحراري، وهو أحد أهم التحديات البيئية التي نواجهُها.
وأبانَ أنَّه إذا كانت الكهرباء المستخدمة في شحن السيارات تأتي من مصادر طاقة نظيفة، مثل؛ الطاقة الشمسية، أو الرياح، فإنَّ التأثير البيئي سيكون إيجابيًا للغاية. وأكَّدَ أن السيارات الكهربائية ليست مجرد تقنية جديدة، بل هي جزء من الحل لتحسين جودة الحياة، وتعزيز مُكافحة التغيُّر المناخي.
وقالَ: هناك العديد من التطورات التي ستزيد من شعبية السيارات الكهربائية في المُستقبل، حيث نتوقع تحسنًا كبيرًا في تقنيات البطاريات، ما سيعززُ من قدرتها على تخزين الطاقة، ويطيل عمرها الافتراضي.
وأضافَ: سيسهمُ الشحن السريع في تقليل وقت الانتظار لتعبئة البطاريات، وهو ما سيجعل تجرِبة استخدام السيارة الكهربائية أكثر راحةً للمُستهلكين.
وتابعَ: بالإضافة إلى ذلك، توسيع شبكة محطات الشحن في المدن والمناطق الريفية سيسهلُ اعتمادَ السيارات الكهربائية بشكلٍ أكبر.
وأكَّدَ أنه مع تزايد الإنتاج وزيادة التنافس، من المُرجحِ أن تنخفض الأسعار بشكل كبير، ما يجعلها في متناول فئة واسعة من المُستهلكين.
د. وائل الحاج ياسين: بطارية السيارة الكهربائية تكفي مسافة 300 كم
أكَّدَ د. وائل الحاج ياسين – الأستاذ المُشارك في مركز قطر للنقل والسلامة المروريَّة التابع لكلية الهندسة بجامعة قطر- أنَّ السيارات الكهربائية مفيدةٌ من ناحية تقليل التلوث البيئي المُباشر، عبر الاعتماد على مصادر الطّاقة البديلة.
وحول الحكم بأفضليَّة مصادر الطاقة البديلة عن الوقود من عدمه، أبان أنَّ هذا السؤال كبيرٌ؛ لأنَّ الطاقة الكهربائية تنتج بحرق الوقود، ومن ثم كثير من الدراسات تبين أنَّ الطاقة الكهربائية التي نأخذها بالأخير، ناتجةٌ عن حرق الوقود أو بطرق أخرى، وبالتالي فمحصلةُ التأثير على نظافة البيئة لن يكون بالمستوى المُتوقع من ناحية إلغاء التلوث بشكل كُلي، وإنّما سيتم تقليل التلوث والانبعاث الغازيّ.
وقالَ: مشكلةُ السيارات الكهربائية أنَّها غالية الثمن، كما أنَّ البطارية الخاصة بها غالية جدًا، والأدوات المُستعملة في تصنيع البطارية إلى الآن سواء الليثيوم أو المواد الأخرى، كلها غالية الثمن، ولذا يجب أن يكون هناك دعم حكومي من ناحية تقليل الضرائب على تلك المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، وتشجيع الناس على شرائها، وفي نفس الوقت توفير أكبر عددٍ مُمكن جغرافيًا لمراكز الشحن، حتى نساعد الناس على شحن سياراتهم بسهولة، وبشكل سلس وأسرع.
ونوَّه بأن أوروبا تشجيعًا للناس على شراء السيارة الكهربائية قامت بإعفاء من يشتري السيارات الكهربائية من الضريبة بمقدار 50%.
وبخصوص التخوّفات المتعلقة بالأمن والسلامة، قال: السيارة الكهربائية والسيارة العادية كلتاهما بهما كهرباء، ولكن الفارق أنه في السيارة العادية الكهرباء تنتجها البطارية من خلال حرق الوقود، ولكن في السيارات الكهربائية لا يوجد حرق وقود؛ لأن هناك بطارية تنتج كهرباء بشكل مباشر.
وأضافَ: وصول الماء إلى البطارية في السيارة الكهربائية مشكلة كما هي مشكلة أيضًا في السيارة التقليدية، ومن ثم فالخوف ليس من الكهرباء.
وتابعَ: إذن معايير السلامة هي نفسها إلا في حالة واحدة هي حرق بطارية السيارة الكهربائية؛ لأن البطارية تحتوي على مادة الليثيوم، ومن ثم يمكن تحت الحرارة العالية أن تحترق البطارية، وهناك شركات عالمية لإنتاج السيارات الكهربائية رأينا كيف تم احتراق البطارية في الإصدارات الأولى، لافتًا إلى وجود إشكاليّة في تعامل البطارية مع الحرارة العالية في الدول ذات المُناخ مرتفع الحرارة.
وأوضحَ أن قضايا عمر البطارية واحتراق البطارية يقوم التطور العلمي الحديث بعلاجها، مُبينًا أن النسخ الجديدة من البطاريات بها عوازل ولها عوامل حماية من الحرارة، ومزودة بنظام تحذير حال زيادة الحرارة إلى حد معين، بحيث تُطفأ المركبة، أو تعطي إنذارًا للسائق ومن ثم فهناك أسلوب للتعامل مع تلك الجزئية.
وأبان أنه من ناحية الحوادث السيارة الكهربائية شأنها في ذلك شأن السيارة العادية، باستثناء عنصر واحد، هو أن السيارة الكهربائية ليس لها صوت، ومن ثم يحاولون إعطاء صوتًا لها لتحذير المُستخدمين الآخرين حول السيارة الكهربائية، مثل؛ المشاة، وسائقي الدراجات الهوائية.
وأكَّدَ أن بعض السيارات الحديثة بناء على الأبحاث المُختصة بهذا الشأن قامت بإيجاد طوق على السيارات الكهربائية حتى يقوم بعملية تحذير وتنبيه.
وأشارَ إلى أن صلاحية سير البطارية بالنسبة للكيلومترات متغيّرة بحسب الإصدار، وتشهد عملية تطوير كبيرة لزيادة عدد الكيلومترات التي تقطعها البطارية خلال الشحنة الواحدة، لافتًا إلى أن آخر الإحصائيات، تؤكّد أن البطارية تكفي لقطع 300 كم بالسيارة.
وشدَّد على أن السيارة الكهربائية من ناحية السلامة من الحوادث أثرها محدودٌ مع علاج مشكلة الصوت، لافتًا إلى أنَّ السيارة الكهربائية نسبة التسارع بها عالية، مقارنةً بالسيارة العادية، وذلك لخفّتها لعدم وجود 60% من القطع الميكانيكية المستخدمة في السيارة العادية بها.
وقالَ: السيارةُ الكهربائية لا يوجد بها إلا بطارية وموتور صغير، كما أنه لا يلزمها وقتٌ لتحرق الطاقة لتولد طاقة كهربائية تذهب إلى الموتور لتحريك المركبة، حيث تعتمد في حركتها مباشرة على موتور يدور بالكهرباء، ومن ثم فدورة الحركة أسرع.
وأشار إلى أن السيارات الكهربائية موجودة أكثر كحافلات منها كسيارات صغيرة، لافتًا إلى أنَّ قطر تحولت بشكل كبير منذ كأس العالم إلى الاعتماد على الحافلات التي تعمل بالطاقة الكهربائيَّة.