«هويتي» تطلق مبادرة «كلمني عربي»
د. إبراهيم النعيمي: اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة
برنامج «سفير اللغة العربية» يرسخ الهُوية الوطنية واللغوية

الدوحة – أحمد مصطفى:
دشَّنت مؤسَّسةُ «هُويتي» مساءَ أمس الأوَّل حملةَ «كلّمني عربي»، تحت شعار؛ «في بلدي تتقدم لُغتي»، وسط أجواءٍ احتفاليةٍ تجسّدُ الفخرَ باللغة العربية والإيمان بأهمّيتها في ترسيخ الهُوية الوطنيَّة.
أُقيمت الاحتفاليةُ في قاعة الجاليريا بمجمّع الجزم، بحضورِ سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح بن خليفة النعيمي، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وعددٍ من الشخصيات البارزة، وسفراء مركز «هُويتي»، وأولياء الأمور، في تظاهرةٍ ثقافيَّةٍ تهدفُ إلى تعزيز مكانة اللغة العربيَّة في المُجتمع.
تأتي الحملةُ اسْتجابةً للتحديات التي تواجهُها اللغةُ العربيةُ في ظلّ الانفتاح العالميّ، لترفعَ شعارَ الاعتزاز بلُغتنا الأم، تلك التي كانت وما زالت عنوانًا للهُوية الثقافيَّة، وجسرًا يربط بين الماضي والحاضر. وأكَّدَ سعادةُ الدكتور إبراهيم النعيمي، أهميةَ اللغة العربية في المُجتمع القطري، مُشدّدًا على مكانتها باعتبارها لغةَ القرآن الكريم، لافتًا إلى أنَّ اللغة العربية تواجه العديدَ من التحدياتِ، ومن أبرزها انتشارُ اللغة العامية، واستخدام اللغات الأجنبيّة، والمصطلحات المعرّبة. وأشارَ إلى أهمّية دعم وحماية اللغة العربية، مُستشهدًا بإصدارِ حضرةِ صاحبِ السُّموِّ الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدَّى، قانونَ حماية اللغة العربية، الذي يُلزم جميعَ الجهات الحكوميَّة وغير الحكومية، بدعم اللغة العربية في كافّة أنشطتِها ومُعاملاتها.
وأوضحَ د.النعيمي أنَّ وزارةَ التّربية والتعليم والتعليم العالي تضطلعُ بدور محوري في حماية اللغة العربية، إذ أطلقتْ مبادرة «كلمني عربي» التي تهدفُ إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في المُجتمع، وجعْلها اللغة الأولى للتواصل، مع توعيةِ الأفراد والمؤسَّسات بأهميتها.
وأشارَ إلى بَرنامج «سفير اللغة العربية» الموجّه للطّلاب من الصف الرابع إلى الثاني عشر، الذي يهدفُ إلى ترسيخ الهُوية الوطنية واللُغوية، وبناء جيلٍ محبٍّ للُغته، مُتمكّنٍ من استخدامِها، ومُعتزٍ بهُويته الوطنيَّة،وفي سياقِ الحديث عن الابتكارات التقنية، أشارَ د. النعيمي إلى إطلاق بَرنامج «فنار» بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، وهو بَرنامج مبني على أكثر من 3 مليارات مفردة عربية، يتيحُ للطلاب استخدامَ اللغة العربية السليمة، مع مُراعاة القيم والأخلاق في اختيار المُفردات. وأكَّد أنَّ هذا البَرنامجَ يعكس رؤيةً قطريةً إسلاميةً للنهوض باللغة العربية. واختتمَ السيدُ إبراهيم النعيمي حديثَه بالتّشديد على أنَّ الجهود المبذولة لدعم اللغة العربيَّة، ستظلُّ كلمات على الورق ما لم يؤمن الجميع بدورها المحوري في المُجتمع، مُؤكّدًا أنَّ اللغة العربية كانت وما زالت ركنًا أساسيًّا في نهضة الأمة.
عبدالله المهندي: دور كبير للشباب في حماية لغتنا
أكَّدَ الطالبُ عبدالله المهندي – أحدُ سفراء مركز «هويتي »- أهميةَ الدور الذي يلعبُه الشبابُ في حماية اللغة العربية. وقالَ: مُبادرة «كلمني عربي»، تهدفُ إلى تعزيزِ مكانةِ اللغةِ العربية في المُجتمع القطري، وجعْلها اللغة الرئيسية للتّواصل. فهي لغةُ ديننا الإسلامي، ولُغة القرآن الكريم. وأضافَ: نحنُ كشباب قطري نتحمّل مسؤوليةَ الحفاظ على لُغتنا وهُويتنا الثقافيّة، خاصةً في ظلّ التحديات التي تواجهُها اللغةُ العربيةُ؛ بسبب الانفتاح الثقافي، وهيمنة اللغات الأجنبية. علينا أنْ نفخرَ بلُغتنا، ونسعى لاستخدامها في حياتنا اليومية بكلّ ثقة.
جاسم المريخي: مبادرة لحماية اللغة العربية
قالَ الطالبُ جاسم خميس المريخي: مُبادرة «كلمني عربي»، تعدُ خطوةً طموحةً تهدفُ إلى إعادة اللغة العربية إلى مكانتِها الحقيقيَّة في القلوبِ والعقول.
وقالَ المريخي: «على كل بيتٍ، وكلّ مدرسة وكل مؤسَّسة أن تسعَى لحماية اللغة العربية من التَّهميش والاندثار. فنجاحُ هذه المُبادرة يكمنُ في الالتزام الفعلي باستخدام اللغة العربية وتعزيز حضورِها في حياتنا اليومية».
عبدالله البري: اللغة العربية تحفظ تاريخنا
من جانبه، ألقَى الطالبُ عبدالله محمد البري- أحد سفراء مركز أجيال التربوي- كلمةً مُؤثّرةً أشارَ فيها إلى أنَّ اللغةَ العربيةَ، هي «رُوح الأُمة ومرآة حضارتها». وقالَ البري: «اللغة العربية تحفظُ تاريخَنا، وترسم حاضرَنا، وتبني مُستقبلَنا. ومع ذلك، نشهدُ اليومَ تراجعًا ملحوظًا في استخدامها، سواء في أسماء المحلّات أو الشوارع، أو حتى في المؤسَّسات التعليمية والإعلامية».
وأضافَ البري: «علينا جميعًا أن ندرك أنَّ اللغةَ العربية هي إرث أجدادنا، وأن الحفاظَ عليها واجبٌ وطني.
فعاليات متنوّعة ورسائل ملهمة
شهدَ الحفلُ باقةً من الفعاليات المميزة التي حملت رسائلَ ملهمةً عن أهمية اللغة العربية، وضرورة الحفاظ عليها في ظل ما تواجهُه من تحديات في العصر الحديث. كانَ من أبرزها عرضُ مقطع الفيديو الرسمي لإطلاق الحملة، الذي أضاءَ على الأهداف السامية للمبادرة ودورها في تعزيز الهُويّة الوطنية.
كما قدَّمَ الطلابُ مجموعةً من الأنشطة الإبداعيَّة، تضمنت عروضًا مسرحيَّة، وإلقاءً شعريًا، وحواراتٍ تمثيليةً، استعرضوا خلالها واقع اللغة العربية اليوم، مع محاكاة التحديات التي تعترض طريقها، مثل انتشار اللغات الأجنبية والمصطلحات المعربة. واختُتم الحفل وسط أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والفخر، حيث عبَّر الحضور عن دعمهم الكبير لهذه المبادرة التي تسعَى إلى إعادة الاعتبار للغة العربية في كافة مجالات الحياة. وأكَّدَ المُشاركون، أنَّ اللغة العربية هي جزءٌ لا يتجزأ من الهُوية القطرية.