إبداعات.. نجاح دبلوماسي قطري

نعيش لحظات تاريخية كنا ننتظرها مع تصاعد الأحداث السياسية على مدار أكثر من عام من الحرب والإبادة الوحشية للشعب الفلسطيني بقطاع غزة، ويلامس العالم حجم المعاناة التي دفع ضريبتها الآلاف من كل شرائح المجتمع من الأطفال والشباب والنساء، وأبهرتنا دوحة السلام والإنسانية بعد جهود متتالية للوصول إلى اتفاق بين الطرفين وإيقاف إطلاق النار في غزة وحقن دماء الفلسطينيين، ونعيش الآن فرحة تاريخية مع إخواننا الفلسطينيين، سيذكرها التاريخ لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، الذي أولى القضية الفلسطينية اهتمامه في كل المحافل الدولية والإقليمية، وقدّم كل الدعم الإنساني والسياسي والاقتصادي والصحي والتعليمي، وكل ما يقوم به واجب عربي وإسلامي تجاه القضايا العربية والإسلامية، واليوم الدوحة ترسخ فصلًا جديدًا من فصول الدبلوماسية العالمية المبنية على القيم والنزاهة والشفافية، وتصب لصالح أمن واستقرار شعوب المنطقة والعالم، بناءً على قيم وثوابت دينية وإنسانية واضحة المعالم، وكانت ثمرتها مع القضية السورية حتى ظهرت شمس الحرية والاستقرار للشعب السوري ورفعت علم ثورته بعد معاناة 13 عامًا، واليوم مع القضية الفلسطينية، لم تتخلَ يومًا عن مواقفها ودعمها لمساندتهم حتى نعيش هذه اللحظات التاريخية الدبلوماسية ونفتخر بها أمام العالم، ووضعت مفاهيم حقيقية للدبلوماسية والسلام العالمي، وهي نموذج يُحتذى به، بدورها الحيوي والفعال كتاريخ مشرف للقضايا العربية والإنسانية والأزمات، وسيذكر التاريخ الوقفات الإنسانية، ونجاح الدوحة في وقف إطلاق النار يعود إلى خبرات متراكمة من الحكمة والاتزان في الأزمات وكيفية إدارتها، بالإضافة إلى قوة علاقاتها الدبلوماسية والسياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، فلم تترك بابًا من الإصلاح والدعم للشعوب والمجتمعات إلا ولها بصمة إنسانية وسياسية حكيمة ومتزنة كسبت بها ثقة الشعوب والمجتمعات، ويكمن سر النجاح القطري الدبلوماسي والسياسي لأنه نابع من قيم وثوابت إنسانية ودينية، وتكاد تكون هذه الإنجازات مسؤولية عربية لكل من يحمل بداخله هموم القضايا العربية والإنسانية ولكل من يريد أن يصنع تاريخًا مشرفًا بالإنجازات.