من الواقع.. شكرًا سمو الأمير المفدى

تبدأ اليوم الأحد، التاسع عشر من شهر يناير، سريان المرحلة الأولى لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهي على ثلاث مراحل زمنيّة.
وتتضمن المرحلة الأولى وقفًا مؤقتًا للعمليات العسكرية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا بعيدًا عن المناطق السكنية المكتظة، للتمركز على الحدود في مختلِف مناطق قطاع غزة، ثم ستفرج حماس عن 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين.
والحقيقة، أن دولة قطر تثبت من جديد، أنها وسيط موثوق به، ومحايد، يحتل مكانةً مرموقةً في المجتمع المدني، وأنه مؤهل في حل النزاعات، والصراعات، والخلافات الكبيرة بين الدول.
شكرًا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى على توجيهاته المستمره لفريق الوسيط، بضرورة التوصل إلى اتفاقٍ لوقف الحرب في غزة، وإنقاذ الأرواح، ووقف سفك الدماء لأبرياء لا ذنب لهم، ووقف آلة الحرب الطاحنة التي ترتكبها القوات الصهيونية.
فقد تعرضت دولة قطر، إزاء قيامها بهذا الدور الحيوي والإنساني وبمهنية عالية، إلى ضغوطٍ شديدةٍ من عدة أطراف، لكن قطر لم تكترث بكل هذه الإشكالات، ماضية في تحقيق أهدافها الإنسانية، وتعزيز دور السلام والحوار في حل الصراعات والنزاعات المُسلحة.
ففي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت دولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية، عن توصل طرفي النزاع في غزة إلى اتفاقٍ لتبادل المحتجزين والأسرى والعودة للهدوء المستدام بما يحقق في النهاية وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين.
وهذا الإعلان عن توصلٍ لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، عجز عنه حتى مجلس الأمن الدولي في وقف الحرب الدائرة في غزة، التي استمرّت زهاء 450 يومًا أو ما يقارب 15 شهرًا، راح ضحيتها أبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وضربت مقومات الحياة في معظم مناطق غزة، ودمرت المساكن والمنشآت، وخربت البنية التحتية، ما يعتبره خبراء الحرب والقانون أنها تندرج تحت بند جرائم حرب واضحة.
ويتضمن الاتفاق الذي توصلَ إليه الطرفان، ثلاث مراحل، تشتمل المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل المحتجزين والأسرى، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
كما تتضمن المرحلة الأولى تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
وقد تمَّ الإعلان عشية الاتفاق بأن قطر ومصر وأمريكا سيكونون ضامنين لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بمراحله الثلاث.
نشكر هذه الجهود من الدول الثلاث لإنهاء المذابح والدمار في غزة.