أخبار عربية
مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار بعد تأخير 3 ساعات

غزة ترتدي ثوب الفرح مع انتهاء العدوان

أهالي شمال القطاع يعودون إلى منازلهم المدمرة

غزة – رويترز:

هُرِعَ مئات آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع في أنحاء قطاع غزة مع بَدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعضهم للاحتفال، والبعض الآخر لزيارة قبور الأقارب، بينما عاد كثيرون لتفقّد ما بقي من منازلهم.

وقالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة لجأت إلى دير البلح في وسط القطاع منذ أكثر من عام، إنها تشعر وكأنها وجدت بعض الماء لتشربه أخيرًا بعد أن تاهت في الصحراء لمدة 15 شهرًا، مضيفة إنها تشعر بعودة الحياة لها مجددًا.

وفي شمال قطاع غزة، حيث وقعت بعض أشد الضربات الجوية والمعارك الإسرائيلية مع مقاتلي الفصائل المسلحة، شق آلاف الأشخاص طريقهم عبر مشهدٍ مدمرٍ من الركام والمعادن الملتوية.

ومرَّ مقاتلو حماس بسياراتهم عبر مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وسط هُتافات وهدير الجماهير على الرغم من تأخير دام ما يقرب من ثلاث ساعات في بَدء تنفيذ الاتفاق الذي يأتي بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة.

وانتشر رجالُ شرطة تابعون لحماس، وهم يرتدون زي الشرطة الأزرق، في بعض المناطق بعد شهور من محاولتهم الابتعاد عن الأنظار لتجنب الضربات الجوية الإسرائيلية. وردد من تجمعوا ابتهاجًا بالمقاتلين تحياتهم لكتائب القسام، الجَناح العسكري لحركة حماس.

وقالَ مقاتل إن جميع فصائل المقاومة باقية رغمًا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضافَ: هذا وقف لإطلاق النار، وقف كامل وشامل بإذن الله، ولن تكونَ هناك عودة للحرب رغمًا عن نتنياهو. ودخلَ اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بعد تأخير لما يقرب من ثلاث ساعات، ما أوقف الحرب التي أحدثت تغييرًا سياسيًا مزلزلًا في الشرق الأوسط وأعطى الأمل لنحو 2.3 مليون شخص في غزة نزح أغلبهم عدة مرات.

وقالَ الدفاع المدني الفلسطيني في غزة: إن الضربات العسكرية الإسرائيلية اغتالت 13 شخصًا على الأقل في هجمات عبر القطاع خلال فترة التأخير. ولم يتم الإبلاغ عن مزيدٍ من الهجمات بعد بَدء سريان الاتفاق في الساعة 11:15 صباحًا بالتوقيت المحلي (0915 بتوقيت جرينتش).

وأضافت آية: «نحن الآن ننتظر اليوم الذي نعود فيه إلى بيتنا في مدينة غزة. سواء أكان مدمرًا أم لا، الأمر لا يهم، فكابوس الموت والتجويع انتهى».

ساد الزحام شوارع مدينة غزة المدمرة في شمال القطاع بمرور مجموعات من الناس يلوّحون بالعلم الفلسطيني ويصورون المشاهد على هواتفهم المحمولة. وسارت عدة عربات محملة بممتلكات منزلية في طريق مليئة بالأنقاض والحطام.

وقالَ أحمد أبو أيهم (40 عامًا)، النازح مع عائلته من مدينة غزة والمقيم في خان يونس، إن مشهد الدمار في مدينته «مروع»، مضيفًا إنه في حين أن وقف إطلاق النار ربما أنقذ الأرواح، فلا وقت للاحتفالات.

وقال أبو أيهم: «نتألم ألمًا شديدًا، وحان الوقت لنعانق بعضنا بعضًا ونبكي». ويمكن أن يفضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره إلى إنهاء العدوان على غزة، في السابع من أكتوبر 2023.

ووفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، أدت الحملة الإسرائيلية اللاحقة إلى تحويل معظم أنحاء القطاع إلى أنقاض وأسفرت عن استشهاد وفِقدان ما يزيد على 100 ألف فلسطيني.

وقالت آية: «انتهت الحرب، لكن الحياة لن تكونَ أفضل بسبب الدمار والخسائر التي تكبدناها. لكن على الأقل لن يكون هناك مزيد من إراقة الدماء للنساء والأطفال، أتمنّى ذلك».

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X