فيض الخاطر.. التراث الوثائقي في قطر

أعلنت دار الوثائق القطرية عن استضافة مؤتمر إقليمي بالتعاون مع اليونسكو تحت عنوان «الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي بالمنطقة العربية» وذلك في 21 و22 من شهر يناير الجاري 2025، من أجل البحث عن وسائل التعاون الإقليمي لحماية التراث الوثائقي وتأصيلها، ومواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي والنزاعات الإقليمية التي تجتاح المنطقة في أكثر من موقع.
وتجدر الإشارة إلى أن «دار الوثائق القطرية» هي مؤسسة حكومية تعمل على تنظيم جمع وحفظ الوثائق والمحفوظات التي توثق تاريخ دولة قطر، والإشراف عليها وفقًا لأحكام القانون المنظم لعملها. وتعمل الدار على رقمنة الوثائق وتوفيرها إلكترونيًا لتعزيز إمكانية الوصول إليها بسهولة من قِبل الباحثين.
كما تنظم ورش عمل وبرامج تدريبية للعاملين فيها، إلى جانب تعزيز الوعي لدى الجميع بأهمية الحفاظ على التراث الوثائقي من خلال الفعاليات الثقافية والمعارض، والمتاحة عبر وسائل التواصل المختلفة، والزيارات الميدانية لمن يرغب في الاطلاع على نشاط الدار ومقتنياتها الهامة، باعتبارها المرجع الرسمي لمعرفة المزيد عن الوثائق القطرية، ولتعدد أنشطة وفعاليات دار الوثائق القطرية فإن ذلك يضع المسؤولية المباشرة على وسائل الإعلام الرسمية والأهلية للتعاون على بث الوعي الجماهيري لدى عامة الناس، لحماية الوثائق الوطنية، وإمداد الدار بما قد يتوفر لديهم من وثائق لضمان الحفاظ عليها من جهة، ومن جهة أخرى توفير فرص الاطلاع عليها والاستفادة منها بالنسبة للمهتمين بهذا الشأن ذي العلاقة المباشرة بتأصيل الهوية، بالإلمام بالمعلومات المتعلقة بتاريخ وتراث قطر، بما ينطوي عليه من مآثر زاخرة بعطاء يحمل عبق النشاط الإنساني الذي قدمه الآباء والأجداد، وعاشته الأمهات والجدات، وعاصرته أجيال وأجيال، في ظروف مختلفة كل الاختلاف، عن الحاضر بمنجزاته التي رسخت أقدام الدولة في محيطها القومي والعالمي، وما يعنيه ذلك من تأثيرها المباشر على أحداث عالم اليوم، ومساهمتها في تحقيق الأمن الإقليمي والسلام العالمي. وقطر في هذا المجال لا تختلف عن بقية الدول في حفاظها على تراثها باعتباره منطلقًا لنهضتها الحديثة، ووجهًا حضاريًا يسهم بشكل أو بآخر في التراث الإنساني العام، وما من جهد في هذا المجال إلا وسيكون له أثره في الحاضر والمستقبل على توسيع دائرة الاهتمام بالوثائق الوطنية، المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي العام، والنشاط الإنساني المتوارث عبر الأجيال، بأشكاله المادية والثقافية، والعمرانية.
ويأتي هذا المؤتمر دليلًا على حرص دار الوثائق القطرية لزيادة تمثيل التراث العربي في المحافل الدولية، والاهتمام به عبر وسائل الإعلام المختلفة والمتابعة لمثل هذا النشاط التوثيقي الهام، ويأتي ذلك كله في سياق اهتمام دولة قطر بكل نشاط له أثره على تأصيل القيم الإنسانية التي تحقق المزيد من العناية بإنجازات الماضي المشرق، لبناء الحاضر والمستقبل الأكثر إشراقًا وازدهارًا.