مؤتمر طبي يكشف الحجم الحقيقي لمشاكل السكري
طرح 13 ورقة عمل للمناقشة خلال المؤتمر
د. عبد العظيم حسين: علاقة وثيقة بين مرض السكري والسمنة
تعزيز التعاون بين القطاعَين الخاص والعام لمكافحة المرض.. هدف المؤتمر
د. محمد الريشي: 20 % نسبة الإصابة بالسكري في قطر
د. هيثم محمد: التثقيف الصحي ونشر الوعي ضرورة لمواجهة المرض
د. لؤي فخري: التطوير المهني ركيزة أساسية لتحسين جودة الخدمات الصحية

الدوحة – الراية:
ناقشَ المؤتمرُ الأوَّلُ للسكري الذي نظّمه المُستشفى الأهلي بحضور 250 مُشاركًا من نخبة أطباء الغدد والسكري والباطنية والتمريض والتخصصات الطبية المساندة في المستشفى، مخاطرَ انتشار مرض السكري المُتعلقة بالسمنة ونمط الحياة غير الصحي، لا سيما بين الشباب، والمضاعفات التي يخلفها وتأثيرها على أعضاء الجسم كافة، وكذلك تم مناقشة آخر المستجدات الطبية في أمراض الغدد الصماء والسكري وطرق العلاج الحديثة والوقاية من المرض.
وأكد أطباء مُشاركون في المؤتمر، أنَّ نسبة انتشار السكري في قطر تصل إلى 20%، ونسبة مشابهة في مرحلة ما قبل الإصابة، لأسباب في الأغلب تتعلق بنمط الحياة غير الصحي، مشيدين بدور الرعاية الأولية في اكتشاف الحالات ما قبل الإصابة بالمرض بهدف السيطرة عليه، ومن ثم خفض الفاتورة الصحية، لا سيما أنه من الأمراض التي تشكل عبئًا اقتصاديًا على كافة المجتمعات.
وطرح المؤتمر 13 ورقةَ عمل، تناولت عددًا من المواضيع المُتعلّقة بأحدث التطورات في التشخيص والعلاج، بما فيها: مضاعفات السكري، وتأثيره على القلب والكلى، وعلاقته بأمراض السمنة.
وكان الهدف من المؤتمر هو التوصية بالمبادئ التوجيهية المحدثة لمرض السكري من خلال تزويد الأطباء بأحدث الإرشادات والممارسات القائمة على الأدلة؛ لتشخيص علاج وإدارة مرض السكري مع الجديد من التدخلات الدوائية، وإنشاء تعاون متعدد التخصصات من خلال تعزيز التعاون بين الرعاية الأولية والرعاية الثانوية، ورفع مستوى الوعي وتثقيف الجمهور حول الأسباب والعواقب، ومناقشة السمنة وكيف أنَّ لها دورًا في زيادة خطر الإصابة بحالات صحية مختلفة كأمراض القلب ومناقشة الخيارات العلاجية.
وجاء الهدف الرئيسي للمؤتمر الذي تحدث فيه نخبة من استشاري السكري في القطاع الصحي الحكومي والأهلي من دولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، بتزويد الأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية بأحدث الإرشادات واستراتيجيات إدارة مرض السكري من النوع الثاني، بجانب رفع مُستوى الوعي وتثقيف الجمهور حول الأسباب والأعراض وخطورة المرض، وكذلك مناقشة مسألة السمنة ودورها في زيادة خطر الإصابة بحالات صحية مختلفة كأمراض القلب، وغيرها مع مناقشة الخيارات العلاجية.
تبادُل الخبرات
من جانبه، أكَّدَ الدكتور عبدالعظيم عبدالوهاب حسين، استشاري جراحة أول، ورئيس الطاقم الطبي، ورئيس الجراحة العامة بالمستشفى الأهلي، أهميةَ انعقاد المؤتمر، نظرًا لأن السكري يمثل تحديًا صحيًا كبيرًا يؤثر على معظم أعضاء الجسم.
وأشار إلى العلاقة الوثيقة بين مرض السكري والسمنة، مؤكدًا أن جراحات السمنة التي تُجرى في المستشفى تسهم بشكل مباشر في تحسين حالة المرضى المصابين بالسكري، من خلال خفض الوزن وتنظيم مستويات السكر في الدم.
وأوضح أنَّ دافع المستشفى الأهلي لاستضافة هذا المؤتمر، هو ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري والمضاعفات المرتبطة به، لافتًا إلى الكيفية التي تتطور بها إدارة مرض السكري باستمرار، مع توسيع التركيز ليشمل صحة القلب والكلى والكبد.
وأشارَ د. حسين، إلى ظهور أدوية جديدة تساعد في إنقاص الوزن، وتحسين الدورة الدموية، وتحسين نسبة السكر في الدم»، لافتًا إلى أهمية مواكبة هذه التطورات.
وقالَ: هذا المُؤتمرُ دعوة للزملاء لتبادل الخبرات والتعلم من بعضهم البعض، مؤكدًا أن المستشفى الأهلي يعتبر تبادل المعرفة جزءًا من مُهمته، وأن المؤتمرات السنوية جزء من تلك الرؤية، وبالتالي هذا أمر تعليمي بالنسبة لنا، وأنا كجراح «أستمع إلى أشياء جديدة وأدوية جديدة، لأنني أرى أن مرض السكري والسمنة يسيران معًا».
مضاعفات السكري
بدوره، أكَّدَ الدكتور محمد الريشي، رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الأهلي، ورئيس المؤتمر الأول للسكري، أن المؤتمر جاء استجابة لانتشار مرض السكري في قطر، حيث تبلغ نسبة الإصابة نحو 20%، مع نسبة مشابهة في مرحلة ما قبل الإصابة، موضحًا أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز التعاون بين القطاعَين الصحي الخاص والعام لمكافحة المرض بفاعلية، مع التركيز على أحدث طرق العلاج التي تتماشى مع التطورات الطبية.
وأشار الدكتور الريشي إلى أن المؤتمر ناقش مضاعفات السكري، لا سيما تأثيره على القلب والكلى، بالإضافة إلى علاقته بالسمنة كسبب رئيسي بعد العوامل الوراثية، وأفاد بأن جلسات المؤتمر تضمنت نقاشات مثمرة بين أطباء الجراحة وأطباء السكري حول الحلول الأنسب لعلاج السمنة المفرطة، سواء من خلال الجراحة أو تغيير نمط الحياة أو استخدام العلاجات الدوائية الحديثة كإبر السكري التي باتت واسعة الانتشار لتأثيرها المباشر على السكري وعلى خفض الوزن.
وفيما يتعلق بالتعاون بين القطاعَين الصحي العام والخاص، شدّد الدكتور الريشي على أهمية التنسيق لضمان تقديم أفضل خدمة للمرضى، موضحًا أن القسم يتابع شهريًا بين 1400 إلى 1500 مريض، ثلثهم يعانون من أمراض الغدد الصماء والبقية من مرض السكري. كما أشار إلى أن أغلب الحالات تعود لأسباب جينية أو نمط حياة غير صحي يؤدي إلى السمنة.
رفع مستوى الوعي
وأكَّدَ الدكتورُ هيثم محمد، استشاري السكري والغدد الصماء في المستشفى الأهلي، أهمّيةَ رفع مستوى الوعي والعلاقة المتبادلة بين مرض السكري والأمراض الاستقلابية، ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
وشدَّدَ على أن مرض السكري يشكل تحديًا عالميًا يتعلق بالصحة العامة، مشيرًا إلى أن، هذا المؤتمر يهدف إلى توفير المواد العلمية اللازمة وإشراك المتخصصين بأحدث الأساليب والرعاية السريرية الشاملة».
وأوضح أن المؤتمر سلَّطَ الضوء على علاقة السكري بمرضَي القلب والكلى، كما أنه فرصة كي يجمع مقدمي الرعاية من أطباء وممرضين وصيادلة من القطاعين؛ العام والخاص تحت سقف واحد للاطلاع على آخر المستجدات العلمية المتعلقة بمرض السكري، وطرق التشخيص الحديثة والعلاجات.
تطور علاجات السكري
وتابعَ د. هيثم محمد بالقولِ: « إنَّ من أفضل ما حدث في السنوات ال15 الماضية، تطورَ العلاجات المتعلقة بالإصابة بالسكري وما ينتج عن الإصابة من أمراض كارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب والكلى على اعتبارها مضاعفات لمرض السكري، فتشخيص السكري هو أمر ابتدائي إلا أنه كمرض لا يأتي فجأة بل له مؤشرات كالجينات، أو نمط الحياة غير الصحي والسمنة، لذا نلحظ في الاستراتيجية الوطنية الثالثة للصحة التأكيد على تغيير نمط الحياة الصحي من خلال زيادة الحركة والنشاط لخفض معدلات السكري كإجراءات وقائية، لذا يأتي دور القطاع الصحي في تعزيز هذه الأهداف إلى واقع من خلال التثقيف الصحي ونشر الوعي، لافتًا إلى أن دور التشخيص والأدوية يأتي بعد ذلك، إذ إن الأدوية أصبحت أكثر تطورًا في المحافظة على معدلات السكري لدى المريض».
وأشار الدكتور هيثم محمد إلى أنَّ المؤتمر طرحَ 13 ورقة عمل تشمل نواحيَ عديدة تتعلق بعلاقة السكري بأمراض السمنة والقلب والكلى، كما تمت مناقشة أمراض الأيض والغدد الصماء، على أن يناقش المؤتمر الثاني للسكري تأثير السكري على أعضاء أخرى، لافتًا إلى أنَّ مرض السكري وحده يمثل نصف الطب، للأسف لما له من تأثيرات على أغلب أعضاء الجسم.
التدريب المستمر
من جانبه، أكَّدَ الدكتور لؤي فخري،مدير التدريب والتطوير في المستشفى الأهلي، أهميةَ التدريب والتطوير، وأن هذا المؤتمر يأتي في هذا السياق لافتًا إلى أن المشاركين في المؤتمر يحصلون على 6.25 نقطة ضمن نظام التعليم الطبي المستمر، كما أن التدريب والتطوير المهني للأطباء والكوادر التمريضية والإداريين يعدُّ ركيزةً أساسية لتحسين جودة الخِدمات الصحية والارتقاء بمستوى الرعاية المقدمة للمرضى، في ظل التطور السريع الذي يشهده القطاع الطبي في دولة قطر، ما يجعل من الضرورة مواكبة هذه المستجدات لضمان أفضل تقديم لأفضل حلول طبية.
وأضاف قائلًا : إنَّ التدريب المستمر يتيح للكوادر الطبية والتمريضية اكتساب المعرفة والمهارات الجديدة والوقوف على أحدث البروتوكولات العلاجية، ما يرفع من كفاءة العاملين وبالتالي ينعكس الأمر على المرفق الصحي وعلى المستفيدين من الخِدمات العلاجية والطبية، فضلًا عن أنّ تعزيز الجودة في الرعاية الصحية يسهم في توحيد الجودة وتطبيق أفضل الممارسات الطبية.