كتاب الراية

رأيت ذات فيلم.. The Glassworker

كل صانع أفلام كان في يومٍ ما يُشاهد الأفلام ويحلم أن يصنعها، وبالتأكيد دائمًا هناك مصدر إلهام لكل صانع أفلام، وماذا لو كان مصدر الإلهام هو الأسطورة «هياو ميازاكي»؟

«هياو ميازاكي» هو رائد صناعة أفلام الرسوم المتحركة والأنيميشن في العالم، وكل إنسان شغوف في هذا المجال يطمح أن يقتدي به ويتعلم منه حتى يخرجَ ما في جَعبته من أفكارٍ وقصصٍ برؤيةٍ فنيةٍ جميلةٍ.

«عثمان رياض» هو كاتب ومُخرج ورسّام باكستاني شاب، بدأ مسيرته الفنية بفيلم قصير في عام 2013 ثم عمِل كموسيقار للأفلام وعازف بيانو، وأصدر ألبومين موسيقيين، وهو من أشد المُعجبين بـ «هياو ميازاكي» وأفلامه ذات الرسوم المتحركة اليدوية التقليدية، ولأعوام طويلة كان يحلم أن يصنعَ فيلمًا كأفلامه.

تحقّق الحُلم مع فيلم «صانع الزجاج»، الذي أخرجه وأنتجه «عثمان رياض» كأول فيلم من أستوديو مانو للرسوم المتحركة الذي أسّسه، وهو الأول من نوعه في باكستان، وقام «عثمان رياض» بكتابة النص السينمائي مع زميلته «مويا أوشيا»، وليس هذا فقط، فقد ألّف الموسيقى التصويريّة للفيلم بالتعاون مع الموسيقار الأمريكي «كارماين دي فلوريو».

إنه فيلم دراما رومانسي حربي، تبدأ أحداثه مع «فينسنت» وهو شاب يسترجع ذكريات طفولته ومراهقته عبر قراءة رسالة قديمة من «أليز»، الفتاة التي وقع في حبّها.

«فينسنت» الخجول عاش حياته في بلدة ساحلية مع والده «توماس»، وهو أفضل صانع زجاج في البلاد، وكان «فينسنت» يدرس في المنزل ولم يذهب إلى المدرسة قط، لأنّه يعمل مع والده في الورشة ويتدرّب ليصبحَ مثله في المستقبل.

تتفاقم الأمور مع اندلاع الحرب في البلاد، ووقوع «فينسنت» في حب عازفة الكمان الموهوبة «أليز»، ابنة العقيد «أمانو»، فكيف ستكون ردّة فعل والديهما غير المتوافِقَيْن في الأفكار والتوجّهات والطبقة الاجتماعية؟

إنه فيلم جميل وساحر وآسر للحواس بقصته المؤثرة حول العائلة والحب والطموح والحرب، التي سيستمتع بها الكبار أكثر من الصغار، وشعرت حقًّا أنني أشاهد فيلمًا لـ «هياو ميازاكي»، حتى وإنْ كانت الرسومات غير متقنةٍ أحيانًا، ولكن بالنسبة إلى تجرِبة أولى للمُخرج والأستوديو كانت النتيجة مبهرة، و»هياو ميازاكي» لو شاهد الفيلم سيكون سعيدًا وفخورًا به.

الموسيقى التصويرية للفيلم كانت مذهلةً ورائعةً، ومن أسرار قوة الفيلم، ولذلك أنا أشيد بجهود «عثمان رياض» كمُنتج ومُخرج وكاتب وموسيقار، الذي أثبت جدارته وموهبته في التجرِبة السينمائية الأولى له، وأتمنّى أن يترشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أنيميشن، لأنه الأفضل في عام 2024.

 

[email protected]

Twitter: @alqassimi88

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X