تطوير آليات التعاون الإقليمي في حفظ التراث الوثائقي
ضمان تمثيل قوي ومستدام في السجل الدولي لـ «ذاكرة العالم»

الدوحة- هيثم الأشقر:
اختُتمتْ أمسِ فعالياتُ المُؤتمرِ الإقليميِّ «الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المِنطقة العربية»، الذي نظّمتْه دارُ الوثائق القطرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتّحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، بمُشاركة جمْع من الخبراء الدوليين والإقليميين وصنَّاع القرار ومُمثلي المكتبات الوطنية والمتاحف والأرشيفات من مُختلِف الدول العربية.
وشهدتْ فعالياتُ، أمسِ، انعقادَ الجلسة السابعة تحت عنوان؛ «تشكيل لجنة مُشتركة خاصة ببَرنامج ذاكرة العالم للمِنطقة العربية»، التي ركَّزت على وضع الأُسس العمليَّة لتطوير آليات التعاون الإقليمي في حفظ التراث الوثائقيّ، وضمان تمثيل أفضل للمِنطقة العربية في السجل الدوليّ. وناقشتِ الجلسةُ سُبلَ إنشاءِ لجنة إقليميَّة خاصّة بالمِنطقة العربيَّة لبَرنامج ذاكرة العالم، كخُطوةٍ تهدفُ إلى توحيد الجهود الوطنية والإقليميَّة في مجال حماية التراث الوثائقي.
وأكَّدَ المُشاركون أنَّ هذه اللجنة ستعملُ وَفق أفضل المُمارسات العالمية المتبعة في اللجان الإقليمية الأخرى، مع تكييفها لتناسب الخصوصيات الثقافية والإدارية للدول العربية. فيما استعرضت لين آنه مورو من مكتب اليونسكو في بانكوك الخُطواتِ الإجرائيةَ التي تعتمدها المنظمة الدوليَّة لتشكيل لجان إقليمية فعّالة. وأشارت إلى أنَّ اللجنة الإقليمية المقترحة، ستضفي الطابعَ الرسميَّ على التَّعاون بين الدول العربية، وستساعدُ في تسهيل التَّنسيق الإقليمي في إعداد المُقترحات والمشاريع ذات الصلة ببرنامج ذاكرة العالم. وسلَّطت الجلسةُ الضوءَ على التجاربِ الناجحةِ للجان الإقليميَّة في مناطقَ أخرى من العالم، حيث أظهرت هذه اللجانُ أهميةَ التعاون الإقليمي في ضمان تمثيل قوي ومُستدام في السجل الدوليّ. وتمَّ تقديمُ أمثلةٍ ملهمة حول كيفيَّة تجاوز التحديات المحلية من خلال التكامُل بين الدول الأعضاء. كما ركَّزت الجلسةُ على الاستفادة من خبرات اللجان الوطنيَّة القائمة في المِنطقة، بما في ذلك الجزائر، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، عُمان، وتونس، بالإضافة إلى لجان دول مجلس التعاون الخليجي الفرعية. وأكَّدت هذه اللجانُ دورَها المحوري في دعم التراث الوثائقي، مشيرةً إلى أهمية بناء شبكة تعاون إقليمية تسهم في تعزيز الكفاءة والفاعليَّة.
وأوضحَ مينغ كوك ليم، مُدير الجلسة وعضو مكتب اليونسكو في الرباط، أنَّ تشكيل لجنة إقليمية للمِنطقة العربية، سيوفرُ منصةً متخصصةً للتنسيق بين الدول الأعضاء، وتسهيل تبادُل المعرفة والخبرات، بالإضافةِ إلى تعزيز التعاون مع اللجان الدوليَّة الأخرى. وأكَّد أن مثل هذه اللجنة ستكون خُطوةً استراتيجية، لتعزيز حضور المِنطقة العربية في المحافل العالميَّة الخاصة بحفظ التراث.
في إطار فعاليات الجلسة السادسة للمؤتمر
معالجة أسباب ضعف التمثيل العربي في «ذاكرة العالم»
عُقدتْ تحت عنوان: «تمثيل المنطقة العربية في السجل الدولي»، الجلسةُ السادسة من جلسات المؤتمر الإقليمي «الذاكرة في التراث: تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المنطقة العربية»، وذلك بمشاركة مينغ كوك ليم، عضو مكتب اليونسكو في الرباط.
واستهدفتِ الجلسةُ معالجةَ التَّمثيل الضَّعيف للمِنطقة العربية في السجل الدولي لبرنامج «ذاكرة العالم»، وهو أحد البرامج البارزة التي أطلقتها منظمة اليونسكو لحماية التراث الوثائقي وضمان استدامته. كما ركَّزت على استعراض كيفية تحسين فرص قبول المقترحات العربية في هذا السجل، مع طرح مقترحات لإنشاء سجل إقليمي خاص يعكس الثراء الثقافي والتاريخي للمنطقة ويعزز حضورها على المستوى العالمي.
وتناولَ مينغ كوك ليم، الأسبابَ الكامنةَ وراء ضعف التمثيل العربي في السجل الدولي، بما في ذلك قلة الوعي بالمعايير المطلوبة، وضعف التعاون بين الجهات المعنية بحفظ التراث الوثائقي في الدول العربية. كما قدَّم عرضًا موجزًا حول الخُطوات الأساسية لإعداد مقترحات متوافقة مع متطلبات برنامج ذاكرة العالم، مع التركيز على أهمية التوثيق الجيد، والتعاون الإقليمي، وإبراز الأهمية العالميَّة للمُحتوى المقدّم.
كما تناولَ فكرةَ إنشاء سجل إقليمي عربي يعكسُ التراثَ الوثائقيَّ المميز للمنطقة، على أن يتم ذلك في إطار إنشاء لجنة إقليمية خاصة ببَرنامج ذاكرة العالم، تسهمُ في تحسين مُستوى التنسيق بين الدول العربية، وتعزيز التعاون بينها لإبراز ثرائها الثقافي على الساحة العالمية.