جلسات نقاشية وأنشطة تفاعلية حول الابتكار في التعليم

الدوحة – عبد المجيد حمدي:
احتفلتْ مؤسَّسةُ قطر للتَّربية والعلوم وتنمية المجتمع باليوم الدولي للتعليم تحت شعار: «التعليم مسؤولية الجميع»، حيث ركَّزت الفعالية على تعزيز التعاون بين الأُسر، والمعلمين، والمؤسسات المختلفة لدعم جودة التعليم وتحفيز الابتكار في العملية التعليمية.
وتضمَّنت الفعاليةُ جلسات نقاشية ومعرضًا شاركت فيه مؤسسات وشركات من مُختلِف القطاعات لاستعراض مساهماتها في تطوير التعليم. كما أُقيمت أنشطةٌ تفاعليةٌ ركزت على محاور متعددة، مثل: اللغة، والهوية، والابتكار التكنولوجي في التعليم.
وسلَّطت الفعاليةُ الضوءَ على أهمية الشراكة المجتمعية بين جميع القطاعات لدعم التعليم. وأكَّدت مؤسسةُ قطر من خلال هذه الفعالية التزامَها بتطوير التعليم وجعله أداةً فعّالةً لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الهُوية الوطنية.
مريم الهاجري: توطين التعليم الدولي وتعزيز اللغة العربية
أكَّدت مريمُ الهاجري، المُدير العام للشراكات في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسَّسة قطر، أهميةَ العمل على توطين التعليم الدولي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. ولفتتْ إلى أنَّ هذه الجهود لا تتعارض مع توفير تعليم عالمي المُستوى.
وأوضحت الهاجري، أنَّ التركيزَ على نظام ثنائية اللغة يساهمُ في تكوين طالب مُتمكّن من لُغته وهُويته العربية، إلى جانب إعداده للتطوُّرات العالمية. وأشارت إلى خُطة لزيادة عدد المدارس ثنائية اللغة التابعة للمؤسَّسة، مثل: أكاديمية الخور، وأكاديمية الوكرة، ومدرسة طارق بن زياد.
م. صلاح خالد: تطوير أطر تعليمية تركّز على كفاءة الذكاء الاصطناعي
تحدثَ المهندسُ صلاح خالد، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن في الدوحةَ، عن التداخل بين الذكاء الاصطناعي والقدرات البشرية في التعليم، مشددًا على أهمية التفكير النقدي والإبداع كمهارات إنسانية لا غنى عنها.
ولفتَ إلى أن منظّمة اليونسكو تعمل على تطوير أُطر تعليمية تركز على كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين والمتعلمين، ما يضمنُ فهمًا مسؤولًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بما يحقق التوازنَ بين التكنولوجيا والقيم الإنسانية. ولفت إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي له إمكاناتٌ هائلةٌ لإحداث ثورة في مختلف القطاعات والصناعات، وتحسين حياتنا اليوميَّة، ومعالجة التحديات العالمية المعقدة.
نور السليطي: ترسيخ العربية في المناهج الدولية
قالتْ نور راشد السليطي، منسق مشاريع التعليم ما قبل الجامعي: إنَّ الاحتفالية شملت جلسة نقاشية بعنوان «حماية اللغة العربية مسؤولية مجتمعية»، تناولت أهميةَ ثنائية اللغة في المدارس الدولية، ورفع الوعي بين أولياء الأمور حول دور اللهجة المحلية في تعزيز الهوية الوطنية. ونوّهت إلى أن مبادرة «راسخ»، وهي شراكة بين مؤسسة قطر ووزارة التربية والتعليم تهدفُ إلى ترسيخ اللغة العربية في المناهج التعليمية الدولية. وأكَّدت، السعي لإطلاق منصة قراءة إلكترونية مخصصة للكتب باللغة العربية؛ لتعزيز القراءة بين الطلاب. وأوضحت أنَّ حملة «خلّ نتكلم عربي»، التي تمَّ إطلاقُها تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية كلغة أساسية في مدارس مؤسسة قطر، حيث ستعمل الحملة على رفع الوعي بين الطلاب بشأن اللهجة المحلية وتوجيه العائلات حول كيفية تكريس اللغة العربية لتعزيز القيم والثقافة الوطنية.
إطلاق حملة «خل نتكلم عربي»
شهدت إحدى الجلسات إطلاق مؤسسة قطر حملة «خل نتكلم عربي»، التي تهدفُ إلى تشجيع الطلاب، والأسر، والمُجتمع المدرسي على دمج اللغة العربية في حياتهم اليومية، وتعزيز مكانتها في المُجتمع. كما تناولت النقاشات أهميةَ الحفاظ على اللغة العربية كركيزة أساسية للهُوية الثقافية والاجتماعية، ودورها المحوري في تعزيز القيم والتقاليد ونقل الأفكار.
وضّحت مريم الهاجري، مدير عام الشراكات في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، قائلةً: «تؤكد الحملة على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه إدارات المدارس والمعلمون في تعزيز استخدام اللغة العربية داخل الفصول الدراسية وخارجها، مع تشجيع الطلاب على التعبير بها بفخر وثقة».
وأضافت الهاجري: «إيمانًا بأهمية تكامل الأدوار، تُشدد الحملة على دور أولياء الأمور في دعم أبنائهم وتعزيز علاقتهم بلغتهم الأم، سواء من خلال اللغة الفصحى أو اللهجات المحكية».