حديث الخاطر.. اللهم إني عبدك

خلقَ اللهُ الخلقَ لعبادته وشكره ومعرفته، وكما أن الله يغضب إذا نازعه أحد في ربوبيته، فإنه كذلك يغضب إذا خرج الإنسان عن عبوديته لربه، وظن هذا الإنسان أنه حرٌّ يفعل ما يشاء في أي وقت يريد، فيرتكب ما نهاه الله عنه ويترك ما أمره الله به، وهناك دعاء اسمه سيد الاستغفار، ولماذا هذا الدعاء كان سيد الاستغفار؟
لأنه بدأ بالعبودية لله، فمن قال هذا الدعاء غفر الله له ذنوبه، فإذا قاله العبد في النهار ثم مات دخل الجنة، ولاحظ الكلمات الأولى في هذا الدعاء (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك….) بدأ بالربوبية، ثم بالتوحيد ثم بالعبودية، وهناك دعاء قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إن من قاله أبدله الله من بعد حزنه فرحًا، فهذا الدعاء كذلك يبدأ بالعبودية لله فتدبر الكلمات الأولى في هذا الدعاء (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن آمتك ناصيتي بيدك….)
إلى آخر الدعاء، فإنه يبدأ بالعبودية لله سبحانه وتعالى، والله عز وجل مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه كان عبدًا لله قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله….) فمدحه بالعبودية، والعبودية درجات يرتقي بها الإنسان إلى ربه سبحانه وتعالى، وقال الله لموسى عليه الصلاة والسلام (فاعبدني وأقم الصلاة لذكري).
وقال الله عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام (وكانوا لنا عابدين)، والمقصد من خلق الجن والإنس هو العبادة لله ومحبته والخوف منه ورجاء ما عنده وليس شيئًا آخر، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).