المحليات
آلام العمود الفقري الأكثر انتشارًا

أطباء يحذرون.. أمراض «الوظائف» المكتبية تهدد الإنتاجية

6 نصائح هامة لتجنُّب أمراض الوظيفة أهمها عدم الجلوس طويلًا بوضعيات غير مناسبة للجسم

تحديد فترات منظمة للعمل وممارسة الرياضة واختيار مقاعد مريحة

آلام الظهر مشكلة شائعة بين العاملين في المكاتب

الدوحة- عبدالمجيد حمدي:

قدَّمَ عددٌ من الأطباء مجموعةً من النصائح الهامة للتغلُّب على الأمراض التي تتعلّقُ بالوظيفة المكتبية، وفي مقدمتها آلام الظهر، لافتين إلى أنَّه مع تزايد الاعتماد على الوظائف المكتبية في عصرنا الحالي، أصبحَ العمل لساعات طويلة أمام الحاسوب، جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، ولكن هذا النمط من العمل يحمل مخاطر صحية متعددة، أبرزها آلام الظهر، التي تعدُّ واحدة من أكثر المشكلات شيوعًا بين العاملين في المكاتب.

وحدَّد الأطباء لـ الراية 6 نصائح هامة يجب اتباعها لتجنب حدوث آلام الظهر والفقرات، وفي مقدمتها تنظيم ساعات العمل من خلال تحديد فترات عمل منتظمة مع استراحات قصيرة لتحريك الجسم وتخفيف التوتر، وممارسة الرياضة بانتظام، مثل: المشي، أو تمارين التمدد، والحرص على تقليل التوتر النفسي من خلال استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق، أو التأمل لتقليل الإجهاد النفسي، وتحسين بيئة العمل من خلال توفير كراسيّ مكتبية مريحة، تدعم العمود الفقري، كما نصحوا بالتوازن بين العمل والحياة، من خلال تخصيص وقت للعائلة والهوايات؛ لتخفيف العبء العقلي والجسدي الناتج عن العمل، وتعزيز الوعي الصحي من خلال الحرص على التعرُّف على العلامات المبكرة للإجهاد البدني، واتخاذ التدابير المناسبة قبل تفاقم المشكلة. وأكدوا أنَّ آلام الظهر تعد مشكلة شائعة بين العاملين في المكاتب، لكنها ليست حتمية، ويمكن تقليل مخاطر الإصابة بها من خلال تحسين بيئة العمل المكتبية، واعتماد عادات صحية، مشدّدين على أن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، وأن استثمار الوقت والجهد في الصحة سيعود على الإنسان بالفائدة في حياته المهنية والشخصية، وأشاروا إلى أنَّ أسباب آلام الظهر عديدة منها الجلوس المطول بوضعيات غير صحيحة، ما يؤدِّي إلى ضغط مفرط على العمود الفقري والأقراص الفقرية، وعدم توفر تجهيزات مكتبية مناسبة، حيث يجب استخدام كراسيّ أو مكاتب مريحة تدعم العمود الفقري بالشكل الكافي، وقلة الحركة، حيث تؤدي قلة النشاط البدني أثناء ساعات العمل إلى ضعف العضلات الداعمة للعمود الفقري، ما يزيد من احتمالية حدوث الآلام، فضلًا عن الإجهاد والضغط النفسي.

د. سامر زيتون : مضاعفات خطيرة للجلوس طويلًا

أكَّدَ الدكتورُ سامر زيتون استشاري جراحة العظام والمفاصل، أنَّ آلامَ الظهر النّاتجة عن الجلوس لفترات طويلة ليست مجردَ مشكلة صحية عابرة، بل إنها قد تؤدّي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج بشكلٍ مناسبٍ من خلال اتباع أسلوب حياة نشط، وتحسين بيئة العمل، وتبني عادات جلوس صحية، ما يحققُ الوقاية من هذه الآلام، وتحسين جودة حياتنا اليومية.

وقالَ: إنَّ أسباب آلام الظهر بسبب الجلوس لفترات طويلة، ترجع إلى وضعية الجلوس غير الصحيحة، حيث يؤدي الانحناء للأمام أو التقوّس في الظهر أثناء الجلوس إلى ضغط إضافي على الفقرات والغضاريف، بالإضافة إلى ضعف العضلات، وقلة الحركة التي تؤدي إلى ضعف عضلات الظهر والبطن، ما يقللُ من دعم العمود الفقري.

وأشار إلى أنَّ من بين الأسباب، الضغطَ على الفقرات، فالجلوس لفترات طويلة يضغط على الأقراص الغضروفية بين الفقرات، ما قد يسببُ انزلاقًا غضروفيًا أو تهيجًا للأعصاب، بالإضافة إلى ضعف الدورة الدموية، حيث إنَّ قلة الحركة تقلل تدفق الدم إلى العضلات وأسفل الظهر، ما يسبّب تشنجات وآلامًا.

وتابع: إن من بين الأسباب أيضًا، الإجهادَ العضلي، فالاستخدام المتكرر للعضلات في وضعية واحدة قد يؤدي إلى إجهادها وتصلبها، موضحًا أن الأعراض الشائعة تتمثل في ألم مستمر أو متقطع في أسفل الظهر، وشعور بالتيبّس أو التشنّج في العضلات، وألم يمتد إلى الأرداف أو الساقين في حالة تأثير الأعصاب، وصعوبة الوقوف أو التحرك بعد فترات طويلة من الجلوس.

وحول كيفيَّة علاج آلام الظهر الناتجة عن الجلوس نصح الدكتور زيتون بالحرص على تصحيح وضعية الجلوس بشكل مستقيم مع دعم أسفل الظهر باستخدام وسادة صغيرة أو كرسي مريح، ووضع القدمَين مسطحتَين على الأرض مع تجنّب تقاطع الساقين، وممارسة تمارين الإطالة والحركة والحصول على أخذ فترات راحة كل 30-60 دقيقةً للتحرك أو القيام بتمارين الإطالة مثل تقوُّس الظهر بلطف أو لف العمود الفِقري.

د. آلان حديد: تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية

قالَ الدكتورُ آلان حديد – استشاري تقويم العمود الفقري بمجمع «ريحان الطبي»-: إنَّ آلامَ الظهر هي واحدةٌ من أكثر الشكاوى شيوعًا بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويُمكن أن تصيبَ الأفراد في مُختلِف الأعمارِ، وتُعتبر من الأسباب الرئيسيَّة التي تؤثر على جودة الحياةِ والإنتاجيَّة.

وأوضحَ أن هناك عددًا من النصائح الهامة التي يجبُ اتباعُها للوقاية من آلام الظهر الناتجة عن الجلوس، منها الحفاظ على الحركة من خلال استراحات قصيرة للوقوف أو المشي أثناء ساعات العمل، واستخدام مكتب قابل للوقوف إذا كان ذلك مُمكنًا، ومُمارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لتقوية عضلات الظهر، مثل: اليوغا أو السباحة.

كما نصحَ بأهمّية تعديل بيئة العمل قدر المستطاع من خلال استخدام كرسي ومكتب مريحَين يوفران دعمًا جيدًا للجسم، والتأكد من أن الأدوات المكتبية في متناول اليد لتجنب الانحناء المتكرر، والتحكُّم في الوزن، أو الحفاظ على وزن صحي؛ لتقليل الضغط على العمود الفقري، والحرص على الجلوس بشكل صحيح أثناء العمل، أو استخدام الأجهزة الإلكترونيَّة.

كما أشارَ لأهمية استخدام المعدات المناسبة خلال الجلوس في العمل، مثل: اختيار كرسي يدعم الفقرات القطنية، وضبط ارتفاع المكتب، بحيث تكون الشاشة على مستوى العين، والخضوع لجلسات علاج تقويم العمود الفقري، التي تركّز على تقوية عضلات الظهر والبطن، واستخدام الحرارة أو البرودة لتخفيف التشنجات، وتناول الأدوية والمسكنات للألم عند الضرورة، مثل: مضادّات الالتهاب غير الستيرويدية.

ونصحَ للوقاية من آلام الظهر بتحسين وضعية الجلوس، والوقوف بحيث تكون الوضعية صحيحة لتقليل الضغط على العمود الفقري، وممارسة التمارين الرياضيَّة والتركيز على تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن والحفاظ على وزن صحّي وعدم حمل الأشياء الثقيلة والنوم على فراش مُناسب والحد من التوتر من خلال مُمارسة التأمل أو اليوغا لتجنُّب التشنّجات العضلية.

د. محمد كوراني: أمراض الوظيفة تصيب الأفراد في مختلف الأعمار

أكَّدَ الدكتورُ محمَّد كوراني – استشاري جراحة العمود الفِقري – أنَّ آلامَ الظهر هي واحدةٌ من أكثر الشكاوى شيوعًا بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تصيب الأفراد في مختلف الأعمار، لكنها تصبح أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر.

وأضافَ: تُعتبر آلام الظهر من الأسباب الرئيسية التي تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية، لذا فإن فهم أسبابها وطرق علاجها والوقاية منها يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية، موضحًا أنَّ أسباب آلام الظهر تنقسمُ إلى نوعَين رئيسيين، هما حادة (قصيرة الأمد) ومزمنة (طويلة الأمد)، ومن أبرز الأسباب، الإجهادُ العضلي؛ نتيجة حمل أوزان ثقيلة، أو القيام بحركات مفاجئة، والجلوس أو الوقوف بوضعيات غير صحيحة، لفترات طويلة، والنوم على فراش غير مُناسب.

وأشارَ إلى وجود أسباب مرضيّة، منها حدوث انزلاق غضروفي (الديسك)، والتهاب المفاصل، مثل: التهاب الفقرات التصلبي، وهشاشة العظام التي تسببُ ضعف الفقرات وانهيارها، والتهابات أو أورام في العمود الفقري، وأسباب أخرى، مثل: الحمل لدى النساء، والتوتر والضغوط النفسية التي تؤدي إلى تشنج العضلات، وأمراض الكلى أو المثانة التي قد تسبّب آلامًا أسفل الظهر.

ولفتَ إلى أهمّية الحرص على التعامل مع الأعراض المرضية بشكلٍ مبكر للتدخل العلاجي في الوقت المُناسب. موضحًا أنَّ الأعراض تشملُ وجودَ ألم حادّ، أو مزمن في مِنطقة الظهر، وتيبُّس في العمود الفقري، وصعوبة في الحركة، والشعور بالوخز أو الخدر في الأطراف في حال تأثر الأعصاب، ووجود ألم يمتد إلى الأرداف أو الساقَين (عرق النسا)، بالإضافة إلى ضعف في العضلات.

وحول أشهر الفئات التي تُعاني من آلام الظهر، قالَ الدكتور كوراني: إنَّ هذه الفئات تشمل الأشخاصَ الذين يمارسون أعمالًا مكتبية؛ بسبب الجلوس الطويل بوضعية غير صحيحة، والرياضيين نتيجة الإجهاد البدني، أو الإصابات، والأفراد ذوي الأوزان الزائدة، فالوزن الزائد يضغط على العمود الفقري، والمسنّين بسبب التغيّرات الطبيعية في العظام والغضاريف، مع التقدُّم في العُمر.

وأضافَ: إنَّ علاج آلام الظهر يعتمدُ على السبب ومدى شدّته، ويشمل العلاج الدوائي، مثل: مسكنات الألم كالباراسيتامول، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومرخيات العضلات لتخفيف التشنجات، والعلاج الطبيعي، فالتمارين العلاجيَّة تحسّن مرونة وقوة العضلات، بالإضافة إلى جلسات العلاج الطبيعي باستخدام أجهزة التحفيز الكهربائي، أو الموجات فوق الصوتية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X