الاحترام بين الزوجَين سعادة للأسرة

بقلم/ عبدالكريم البليخ :
العلاقةُ الزوجيةُ، هي حجر الأساس الذي تقومُ عليه الأسرةُ، ومن ثم المُجتمع بأَسره. ومع ذلك، فإنَّ الحفاظ على قيم الوفاء والاحترام داخل هذه العلاقة ليس بالمهمة السهلة. تتطلبُ العلاقة الزوجية قدرًا كبيرًا من الصدق والتفاهم، والقدرة على مُواجهة التحديات التي تطرأ مع مرور الزمن. فالحبّ، الذي غالبًا ما يكون حجر الزاوية في بداية العلاقة، قد يتعرّض للذبول إذا لم يرافقه الاحترام المتبادل، والجهد المشترك من كلا الطرفَين.
لا يمكنُ للعلاقة الزوجية أن تنمو وتزدهر دون وجود قيم الوفاء والاحترام. الوفاء يعني الالتزام بالعهد الذي قطعه الزوجانِ على نفسيهما بأن يكونا سندًا لبعضهما في السراء والضراء. أما الاحترام، فهو الأساس الذي يحمي العلاقة من الانهيار، إذ يضمن لكل طرفٍ تقديرًا لمشاعر الآخر وأفكاره ومساهماته في الحياة المُشتركة.
الحُرية داخل العلاقة الزوجيَّة ليست نقيضًا للالتزام، بل هي جزءٌ أساسي منه. يمكن أن تتحقّق الحرية عندما يشعر الطرفانِ بالأمان والتقدير داخل العلاقة. ومع ذلك، قد تتعرّض الحرية في بعض الأحيان إلى سوء الفهم، فتتحول إلى مساحات من الاستقلالية المطلقة التي تضعفُ أواصر العلاقة بدلًا من تقويتها.
مع مرور الزمن، قد تفقد العلاقة الزوجية بريقها إذا لم يتم الاعتناء بها كما يجب. تَكرار الأعذار، والتبريرات الواهية، والإهمال العاطفي، كلها عوامل تُضعف الروابط بين الزوجَين. ومن المؤسف أن تتحول العلاقة، التي كان من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للطرفين، إلى ميدان للشدّ والجذب، أو حتى الخداع المُتبادل.
يجبُ على كل من الزوج والزوجة أن يدركا أن الحفاظ على العلاقة يتطلب جهدًا مشتركًا. فبدلًا من إلقاء اللوم على الآخر، أو البحث عن أعذار، يجب أن يسعى كلاهما إلى التواصل الصادق، وإعادة بناء جسور التفاهم.
على الزوج أن يكون حنونًا ومُتفهمًا، وأن يعبر عن احتياجاته بوضوح. في المقابل، على الزوجة أن تشارك في بناء العلاقة بحبّ وصدق، وألا تتملّص من مسؤولياتها تجاه شريك حياتها.
إحياء قيم الوفاء والاحترام بين الزوجَين ليسَ خيارًا، بل هو ضرورة لضمان استقرار الأسرة والمجتمع. العلاقات التي تقوم على الحبّ والاحترام ليست فقط أكثر استقرارًا، بل هي أيضًا مصدر سعادة ودعمٌ للطرفين. دعونا نعمل على بناء علاقات زوجية أكثر نضجًا وصدقًا، تكون فيها القيم النبيلة هي الأساس.
النمسا