
الدوحة – الراية :
واصلَ مِهرجان كتارا لآلة العود في نسخته الرابعة فعالياته المميزة في يومه الثالث، وذلك وسط أجواء فنية مميزة تنوّعت بين الأمسيات الموسيقية والحوارات الثقافية، ما جذب عشاق العود والموسيقى من مختلِف الجنسيات. واستمتعَ الجمهور بأمسية موسيقية استثنائية شهدتها دار الأوبرا بكتارا مساء أمس وقدمها نخبة من أبرز عازفي العود، وهم: محمد السليطي، علاء شاهين، نزيه أبو الريش، د.جواتشن جو، نبراس الملاهي، علي كريم، نجم سهيل، ومحمد سبسبي.
تميزت الأمسية بعروضٍ موسيقيةٍ مزجت بين الأصالة والتجديد، حيث أبدع العازفون في تقديم مقطوعاتٍ موسيقيةٍ متنوعةٍ عكست جماليات آلة العود وتاريخها العريق. وأبدى الجمهور تفاعلًا كبيرًا مع الأداء المبهر الذي حمل بصمات كل عازف، وجسد قدراته الفنية الفريدة.
من جهتهم، أشادَ العازفون بالتنظيم الراقي والدعم الكبير الذي توليه كتارا للموسيقى الشرقية، معتبرين أن المهرجان مِنصة مهمة لإبراز المواهب الموسيقية، وأضافوا: إن المهرجان يمثل فرصةً رائعةً للتواصل مع عازفين من مختلِف الثقافات وتبادل الخبرات، معبّرين عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الحدث الفريد، مؤكدين أن المهرجان يعزز الحوار الموسيقي بين الشرق والغرب.
من جهة أخرى، احتضن مركز كتارا لآلة العود الندوة الفكرية الثالثة، حيث ألقى العازف التركي الدكتور مهمت بتماز ندوة بعنوان «موسيقى محمد القصبجي: حوار وعزف»، وذلك احتفاءً بأيقونة المهرجان، الموسيقار محمد القصبجي، تناولت الندوة الإرث الموسيقي للقصبجي وتأثيره الكبير على تطوير الموسيقى العربية، من خلال ألحانه الخالدة وأفكاره الإبداعية، وتخللها عزف لمقاطع من ألحانه الشهيرة التي أظهرت عمق إبداعه وابتكاره. كما استقطبَ معرض صُنّاع العود المقام في ساحة الحكمة بكتارا، اهتمام الزوّار وعشاق الموسيقى، حيث عرض مجموعة من الآلات الفريدة التي صنعها أمهر الحرفيين، وقدم المعرض فرصةً للزوّار للتعرف على أسرار صناعة العود وتجرِبة العزف على بعض النماذج المميزة، ما أضاف بُعدًا تفاعليًا للمِهرجان.
من جهة ثانية، يسدل الستار مساء اليوم على فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان كتارا لآلة العود بحفل ختامي مميز، يتم فيه تكريم العازفين المشاركين وأعضاء هيئة التحكيم لجائزة مهرجان كتارا لآلة العود «مواهب المعاهد الموسيقية»، كما سيتم تتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، الذين أبدعوا في تقديم أداء استثنائي أظهر مهاراتهم الموسيقية العالية وشغفهم بهذه الآلة التراثية العريقة، حيث يأتي هذا التكريم تتويجًا لنجاح المِهرجان في استقطاب نخبةٍ من المواهب الموسيقيّة وإبراز جماليات آلة العود.