كتاب الراية

مجرد رأي.. قطر.. رائدة الدبلوماسية الفعّالة

وسط عالمٍ يعجُّ بالصراعات المُعقدة والتحديات المُستمرة، تبرز قطر بدبلوماسيتها الحكيمة كوسيط عالمي فعّال قادر على حل أعقد الأزمات. بقيادة سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، وبالدعم المُباشر من معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، نجحت دولةُ قطر في تقديم نموذجٍ مُلهِمٍ للوساطة المؤثرة والعمل الدبلوماسي الجاد.

نجاحات إقليمية في غزة

في قطاع غزة، قادت قطر جهودًا حثيثةً بالتعاون مع الولايات المُتحدة ومصر لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وشملت المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح ثلاثة معتقلين إسرائيليين مقابل تسعين أسيرًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى تدفق مساعداتٍ إنسانيةٍ كبيرةٍ إلى القطاع. ما يُميّز هذا النجاح هو قدرة قطر على إدارة المفاوضات بحرفية، من خلال استثمار عَلاقاتها المتوازنة مع الأطراف كافة، بما في ذلك القوى الغربية والإقليمية. لقد ساهمت قطر في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتثبيت الاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابًا.

دور دولي في الأزمة الروسية – الأوكرانية

على الساحة الدوليّة، أثبتت قطر قدرتها على لعب دور إنساني محوري في الأزمة الروسية – الأوكرانية. ففي مواجهة مأساة إنسانية عميقة، عملت قطر بلا كللٍ على إعادة الأطفال الأوكرانيين إلى أسرهم ولمّ شمل العائلات التي شتتها النزاع. هذه الجهود الإنسانية تعكس الالتزام القطري الراسخ بالمبادئ الأخلاقية العالمية، ما جعلها شريكًا يُعتمد عليه في أصعب الأوقات.

وساطة ناجحة في أفغانستان

في قصة الجندي الكندي ديفيد لافري، الذي أطلقت طالبان سراحه بعد وساطةٍ قطريةٍ ناجحةٍ، يتجلى دور الدوحة كوسيط فعّال في القضايا الحساسة. اعتقال لافري في نوفمبر 2024 كان اختبارًا جديدًا للدبلوماسية القطرية، التي نجحت في تأمين إطلاق سراحه بالتنسيق مع الحكومة الكندية وتوفير الرعاية الطبية اللازمة له، وصولًا إلى إعادته إلى أسرته. مثل هذه الإنجازات تُبرز القوة الناعمة لقطر في مُعالجة أكثر المِلفات تعقيدًا.

قيادة حكيمة ونتائج ملموسة

إن هذه النجاحات ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة رؤية استراتيجية طويلة المدى تمتد لأكثر من عَقدين. بينما تعجز دول كبرى عن تحقيق اختراقات مشابهة، استطاعت قطر أن تُصبحَ نموذجًا يُحتذى به للدبلوماسية المؤثرة، دولة تضع أفعالها فوق أقوالها.

الرأي الأخير:

بفضل القيادة الرشيدة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، ومبادراته الجريئة، أصبحت قطر دولة تصنع الفارق في عالم يعجّ بالتحديات. إنها دولة تقدم نفسها للعالم كشريك موثوق يُبنى عليه الأمل لتحقيق الاستقرار، وكوسيط قادر على جمع الأطراف حول طاولة الحوار لبناء مستقبل أفضل. قطر ليست فقط وسيطًا، بل هي شريك دولي يُلهم الآخرين برؤيته ومبادراته، متجاوزةً الحدود الجغرافية والسياسية لتثبتَ أن العمل الدبلوماسي الجاد يمكنه أن يغيّر مسار التاريخ.

(لم يكن هناك أبدًا حرب جيدة أو سلام سيئ)

إلى اللقاء في رأي آخر،،،

 

 

 

 

كاتب شؤون دولية وقانوني قطري

Twitter:@NawafAlThani

http://www.NawafAlThani.com

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X