نبض القلم.. مشهد يهز المشاعر

مشهد إنساني يهز المشاعر لما يحمله في ثناياه من برٍ ورفقٍ وحبٍ وحنانٍ، يجعل لسان المرء يلهج بذكر الله سبحانه وتعالى، حامدًا شاكرًا على نعمة الصحة والأبناء البارين بأبويهم.
مشهد تظل ذكراه عالقةً في الذهن لما يجسده من رحمة وبر واحتواء الأبناء لوالديهم، تجلت روعة المشهد عندما توقفت سيارة «ميني باص» بالقرب من رصيف شارع رئيسي، ونزلت منها فتاة شابة بصحبة أخيها الذي اتجه إلى صندوق السيارة الخلفي، ليُنزِلَ منه كرسيين متحركين وفتحهما استعدادًا لإنزال مستخدميهما، ثم اتجه بصحبة أخته إلى المقعد الأمامي في السيارة فاتحًا الباب ليأخذ بيد والده المريض ليساعده على النزول، وأجلسه برفق على الكرسي الخاص به، ثم سارعت أخته هي الأخرى بفتح الباب الأوسط لتساعد والدتها على النزول من السيارة وتجلسها على الكرسي الخاص بها، استغرقت عملية مساعدة الأخوين لوالديهما مدة من الوقت استرعت انتباه بعض المارة، فتتالت عليهما عبارة «بارك الله فيكم».
انفراج أسارير وجه الأبوين بتعابير الرضا والاطمئنان المنعكس على ملامحهما المعبّر عن سعادتهما باهتمام أبنائهما بهم، خير مثال يقتدي به الأبناء في خضم الحياة المتسارعة التي أثرت بصورة غير مباشرة على مثل هذه المواقف الإنسانية الرائعة، التي من الضرورة أن تُترجمَ إلى أفلامٍ توعويةٍ قصيرةٍ تعرض عبر وسائل الإعلام المرئية لتكون نماذج يقتدي بها الأبناء في ظل انشغالهم بمسؤولياتهم الحياتية، هذا لا ينفي أن معظم الأبناء حريصون على رعاية أبويهم بطرق متعددة، منهم من يستعين بأشخاص مؤهلين من ممرضين وغيرهم لرعاية والديهم في حال انشغالهم في أعمالهم لفترات طويلة.
ولنا كمسلمين في تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف خير قدوة ومثل يُحتذى به بما تضمنته بعض سور القرآن الكريم من آيات قرآنية، وكذلك ما ورد في السيرة النبوية من أحاديث شريفة توصي بأهمية رعاية الوالدين والبر بهما. ومن ذلك الآية (32) في سورة مريم (وَبَرَّا بِوَٰلِدَتِي وَلَم يَجعَلنِي جَبَّارًا شَقِيّا)، والآية (23) من سورة الإسراء (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
علينا كمسلمين الاقتداء واتباع ما ورد في القرآن الكريم من آيات تحثّ على رعاية الأبوين والبر بهما، وكذلك ما ورد في السنة النبوية من أحاديث شريفة.