إبداعات.. زيارة أول زعيم عربي وقائد دولي لسوريا

مواقف عربيّة سيخلّدها التاريخ بحروف من الذهب، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى إلى جمهورية سوريا، هي الزيارة التاريخية لأول حاكم يخطو هذه الخطوة العظيمة؛ تتويجًا للنهج القطري المبني على القيم الدينية والإنسانية والسياسية الثابتة، وَفق سلسلة مواقف قطرية رائدة لدعم الشعب السوري خلال الظروف السياسية التي عاشها طيلة سنوات عصيبة. وكعبة المضيوم، الدوحة، قيادةً وشعبًا، داعمةٌ لكل القضايا العربية، وأهمها الفلسطينية والسورية، وهي حاضرة في خطابات سمو الأمير في كل المحافل الدولية، سياسيًا وإنسانيًا واقتصاديًا، إيمانًا بالقضية ونصرة المظلومين وإعلاء كلمة الحق، ولم تتخلَ قطر عنهم حتى ظهرت شمس الحرية على سوريا، وقطر سباقة في نهجها، فهي في مصاف الدول التي يرفرف علم الثورة السورية على سفارتها بالدوحة، منذ أول يوم بالثورة، ليؤكد صدق مبادئها وإيمانها بالقضية السورية، وأول طائرة هبطت مطار سوريا هي الخطوط الجوية القطرية، وأول جسر للمساعدات الإنسانية كان من قطر، وأول دولة أرسلت بعثتها الدبلوماسية هي دولة قطر، حيث بلغ حجم المساعدات للاجئين والنازحين مليار دولار للداخل والخارج منذ اندلاع الثورة ٢٠١١، واليوم تتبنى تطلعات الشعب السوري ونهضة بلاده الاقتصادية، حتى تتمكن من الاستقرار والبناء السياسي والاقتصادي والتنموي وتتجاوز كافة التحديات الراهنة، وتعكس هذه الزيارة انعكاسات إيجابية مستقبلية برغبة قطر في إدماج سوريا داخل المنظومة العربية بعد سنوات من العزلة، ما يسهم في تحسين العَلاقات السياسية والاقتصادية بين سوريا والدول العربية. وقدمت قطر، إيمانًا منها بأهمية التعليم، الكثير من المبادرات الخاصة بالتعليم والتدريب المهني بالتنسيق مع منظمات إنسانية وإقليمية وتنموية، ويليها ما أكدته هذه الزيارة الرسمية، من التعاون المشترك في المجالات الإنسانية والاقتصادية والتنموية وإعادة الإعمار والبناء الاقتصادي، وبناء مؤسسات الدولة على أسس قانونية وتنموية. وأثبتت كل التحديات السورية خلال السنوات الماضية أن كلمة الحق ستعلو مهما طغى الظلم وطال وقته، واليوم أثبتت دولة قطر، قيادةً وشعبًا، أن الثوابت القطرية في دبلوماسيتها وسياستها ونهجها المتزن في كل المحن والأزمات مستمرة في الدعم والتعاون القطري السوري، وهذه البصمة التاريخية ستظل راسخةً شامخةً في تاريخ سوريا والعالم العربي، كنموذج إنساني وسياسي ودبلوماسي يُحتذى به، وتعتبر هذه الزيارة والمواقف نقطة تحوّل كبيرة في المشاهد الإقليمية الراهنة والقادمة، وسنظل فخورين كقطريين وداعمين لقيادتنا الرشيدة ونهجها الدبلوماسي الإنساني المُتزن، ونمضي على نفس المسار.