الدوحة – هيثم الأشقر:
تواصلت أمس فعالياتُ الأسبوع الثقافي العراقي في مقر درب الساعي الدائم بأم صلال، حيث يجتمع عشاق الفنون والتراث العراقي للاستمتاع بتجرِبةٍ ثقافيةٍ غنيةٍ تسلط الضوءَ على تنوّع الفنون العراقيّة وثرائها. وشهدت الفعاليات يوم أمس عروضًا موسيقية وفنية قدمتها نخبةٌ من الفرق الفنية العراقية، وسط تفاعل جماهيري لافت يعكس الشغف بالموروث الثقافي العراقي الأصيل.
واستهلت فعاليات أمس بتقديم مجموعةٍ من المعزوفات والمقطوعات الغنائية التي أخذت الجمهور في رحلةٍ عبر التاريخ الموسيقي للعراق. شملت العروض نماذج من الجالغي والمربع البغدادي، وهما من أبرز الأشكال الموسيقية التراثية التي تُعبّر عن روح بغداد وذاكرتها الثقافية، حيث تناغمت ألحان القانون والجوزة مع إيقاعات الدف والطبلة، لترسم أجواءً موسيقيةً نابضةً بالحياة.
من جهة أخرى، قدمت فرقة باشطابيا التراثية وفرقة الجوبي العراقي عروضًا تراثيةً مميزةً عكست التنوّع الثقافي في مختلف محافظات العراق. وأبهرت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الحضورَ بمجموعةٍ من اللوحات الفلكلورية التي تجسد العادات والتقاليد العراقية من خلال الرقصات والأزياء التقليدية، في مشهد استثنائي يدمج الحكاية الشعبية بالحركة الإبداعية.
أما الدار العراقية للأزياء، فقدمت عروضًا استثنائيةً تستعرض تطور الأزياء العراقية عبر العصور، بمشاركة المصممة آلاء السعدون التي أبدعت في تقديم تصاميم تمزج بين الأصالة والحداثة، حيث استلهمت تصاميمها من التراث الرافديني وزخارفه المميزة، ما جعل العرض من أبرز المحطات الفنية في الفعاليات.
وفي سياق مشاركتها، أعربت المُطربة العراقية أصيل هميم عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي، قائلة: سعدتُ كثيرًا بمشاركة جمهورية العراق في الأسبوع الثقافي، حيث نُقدّم الثقافة العراقية من خلال الأغاني الموسيقية والتراث الشعبي. هذا الحدث فرصة رائعة لتعريف الجمهور الخليجي والعربي بجماليات الفن العراقي وأصالته. وتتضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لجمهورية العراق، العديدَ من الأنشطة التي تسلط الضوءَ على التنوع الغني للموروث الثقافي العراقي، حتى التاسع من فبراير الجاري، حيث يقدّمُ الأسبوع الثقافي العراقي تجرِبةً مُميزةً تُتيح للجمهور فرصة التفاعل مع التراث العراقيّ الغني.
وتهدفُ فعالياتُ الأسبوع الثقافي العراقي إلى تعريف الجمهور بالثقافات العراقية المختلفة، وتعزيز الحوار بين الثقافات، وتشجيع التّواصل الثقافي والفني بين المُبدعين من مُختلِف الدول، وإبراز التراث الثقافي والفني المحلي والدولي، وكذلك دعم المواهب في المجالات الإبداعيّة والثقافيّة والفنيّة.