تزامنًا مع اليوم الرياضي للدولة، فإن تعيين مُدربي ومُدربات لياقة بدنيّة بدلًا من مُعلمي ومُعلمات الرياضة في المدارس الحكومية سوف يعود بالفائدة على الجميع، وعلى الرغم من إقرار وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي زيادة عدد حصص الرياضة في المدارس الحكومية من حصة واحدة أسبوعيًا إلى حصتين، وجعلها جزءًا من المواد الأساسية ضمن المجموع الكلي، فإن الواقع يُشير إلى أن هذه الحصص تُستخدم بشكل أساسي لإنهاء المنهج الدراسي. حيث يبدأ معلم أو معلمة الرياضة الحصة بالجري والتمارين متوسطة الشدة، بدلًا من التركيز على التمارين التمهيدية، ما يؤدّي إلى حدوث شد عضلي لدى العديد من الطالبات. كما أن التمارين غالبًا ما تكون مُكررةً وتفتقر إلى الإبداع والابتكار، في حين أن الطالبات يفضلن تنوّع التمارين الرياضية، خاصةً أن بعضهن يمتلكن أوزانًا مثالية، بينما يعاني البعض الآخر من زيادة الوزن أو السمنة بمختلف درجاتها، ما يجعل هذه التمارين غير ملائمة لاحتياجاتهن.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني بعض الطالبات اللواتي يعانين من السمنة من الإحراج عند ارتداء الملابس الرياضية أمام زميلاتهن ذوات الأوزان المثالية، ما يدفعهن إلى نسيان الملابس الرياضية وارتداء الزي المدرسي أثناء ممارسة الرياضة.

المقترحات والحلول العلاجية:

1- إجراء استبانة شاملة لجميع الطلاب والطالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية، لاستطلاع آرائهم حول أهمية حصة الرياضة بالنسبة لهم، يجب أن تتضمنَ الاستبانة أسئلةً حول مدى انتظامهم في حضور حصتين رياضيتين أسبوعيًا، والأسباب التي تجعلهم لا يحبون حصة الرياضة، بالإضافة إلى الحلول والمقترحات التي يرغبون في تقديمها.

2- تعيين مُدربي ومدربات لياقة بدنية يمتلكون المعرفة الكافية بأنواع التمارين، سواء كانت تمارين إحماء أو تمارين لاستطالة العضلات.

3- تصنيف الطلاب والطالبات الذين يعانون من السمنة باستخدام مخططات النمو المتاحة لدى ممرض المدرسة، بحيث يتم إدراجهم في حصص رياضية خاصة بهم بعيدًا عن زملائهم لحمايتهم من التنمّر. سيتم التعاون بين الأخصائي النفسي ومدرب اللياقة لتقديم الدعم والمساعدة في تعزيز الثقة بالنفس.

4- يفضل العديد من الطلاب والطالبات تنويع حصص الرياضة، حيث لا يقتصر الأمر على التمارين الفردية فقط، بل يشمل أيضًا حصص التمارين الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة والبادل.

5- يمكن دمج حصتين رياضيتين في يوم واحد كل شهر لتغيير مكان التدريب وتنفيذ تمارين رياضية متنوعة، مع التركيز بشكل خاص على تمارين التنفس (الشهيق والزفير) من خلال استغلال حدائق الفرجان أو حجز ملاعبها، علمًا بأن دولتنا الحبيبة قطر تحتوي على أكثر من 100 حديقة عامة.

6- تنظيم مسابقات رياضية تنافسية بين المدارس الحكومية، مستفيدين من جميع الأندية الرياضية في الدولة.

7- تنظيم حفل تكريم شهري للطلاب والطالبات المتميزين في الألعاب والتمارين الرياضية من خلال تصنيفهم ضمن المراكز العشرة الأولى.

8- تقديم خصومات للأندية الرياضية الشبابية لجميع الطلاب والطالبات في المدارس، حيث يتم منح خصم بنسبة 30% للأخ الواحد، و40% لأخوين، و50% لأكثر من أخ، وذلك لتشجيعهم على ممارسة الرياضة بعد المدرسة تحت شعار (الرياضة مستمرة).

9- إعداد تقارير في نهاية كل فصل دراسي تتعلق برضا الطلاب والطالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية عن حصص الرياضة، بهدف تحسين وتطوير هذه الحصص بشكلٍ مستمرٍ، لتصبح ممارسة الرياضة نمطَ حياةٍ صحيًا لديهم.

 

خبيرة واستشارية في مجال التغذية العلاجية والمجتمعية

[email protected]