في مثل هذا اليوم منذ خمس سنين، وُلدت مهرة التي جاءت مختلفةً اختلافًا جميلًا، اصطلح على تسميته بـ «الاحتياجات الخاصة».
جاءت هدية ربانية، حملتها أمها تسعة أشهر، لم يخبرها الطبيب المتابع – وهو أشهر من نار على علم – عن حالة جنينها، التي لن تزيد أمها الا إصرارًا على ولادتها دون ترددٍ، ولو لحظة واحدة، لو عرفت، لكنه لم يفعل!
وتركها عرضةً لصدمة اللقاء الأوّل، التي لم تكن بسبب أن الطفلة ذات احتياجات خاصة، وإنما بسبب افتقار الأطباء لأدنى معايير الإنسانية، حيث فصلوا الطفلة عن أمها، وأبلغوها بأن الطفلة ستموت، فلا داعي للتعلق بها!
متلازمة خطيرة، والإحصائيات حولها مثيرة، لكن حكم الإعدام تمَّ بِناءً على تحليل 1 من 10 من العينة، لتطلق الطبيبة حكمها الذي يفتقر للعدالة والاحترافية، وتوصم الطفلة بما ليس فيها.
ورغم كل هذه الظروف القاتلة لم تمت مهرة، وإنما أحياها رب عادل لتكون شاهدة على تقصير خطير في أداء الأطباء، وتثبت خطأ التشخيص الصادر عنهم. ما اختار الله عزّ وجلّ لها هذا الاسم إلا لتكون مهرة جميلة قوية تسابق الأيام في مضمار الحياة للفوز، ويخسر الأطباء الذين تألهوا على الله وأطلقوا عليها حكمًا بالموت دون وازعٍ من ضمير.
اليوم تحتفل مهرة بالذكرى الخامسة لميلادها، فتقدّم نموذجًا ناجحًا لطفلة ذات احتياجات خاصة، سخّر الله لها أمًا آمنت بحقها في الحياة.
وهذا ما حدث بفضل الله ثم أم طوّعت الصعاب من أجل ابنتها وحاربت لتثبت كذب النبوءة المشؤومة، وأن الطفل إذا حصل على الاهتمام والرعاية الحقيقيين سينمو قويًا لا تهزّه أي احتياجات خاصة.
فقط كوني أمًا، مهما كان طفلك، فهذا هو واجبك الحقيقي، لكِ الجنة إذا اهتممتِ وستُحاسبين إذا قصرتِ.
لهذا لكِ الجنة بإذن الله يا أم مهرة، فحبك المطلق لها، واهتمامك غير المشروط بها، بثّا فيها القوة وجعلاها معجزةً يقدّر الحديث عنها.