الدوحة- الراية :

استضافتْ مؤسسةُ قطر مؤتمر «ثَيْمن قطر» السنوي، بمشاركة 80 مدرسة محلية ودولية، من بينها 37 مدرسة من داخل قطر و17 مدرسة من خارجها. يتيح هذا المؤتمر للطلاب فرصة للتفاعل مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم، في بيئة تحاكي نموذج الأمم المتحدة، وتعمّق فهمهم للقضايا العالمية.

يُعد «ثَيْمن قطر» منصة طلابية فريدة، حيث يتولى الطلاب تنظيمها وإدارتها بأنفسهم، حيث يتقمص المشاركون أدوار الدبلوماسيين، ويمثلون دولًا ومنظمات غير حكومية، ما يمنحهم فرصة حقيقية لتعزيز مهارات القيادة والتواصل والعمل الدبلوماسي، لمناقشة وحلّ أبرز القضايا العالمية.

وقد شهد المؤتمر، جلسات مكثفة ناقش خلالها الطلاب مجموعةً من القضايا المهمة، بما في ذلك نزع السلاح، والمسائل القانونية، والميزانيات، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى محاكاة محكمة العدل الدولية، ما أتاح للمشاركين فرصة توسيع مهاراتهم الاجتماعية والدبلوماسية.

وأكدت سارةُ الهاجري – مدير شؤون الطلاب والمشاركة المجتمعية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر- على أهمية المؤتمر وتأثيره، قائلًة: «يُعد ثَيْمن قطر منصة قوية تجسد التنوع والدبلوماسية والقيادة، ويوفر مساحة فريدة للطلاب لا تقتصر فقط على تحسين مهاراتهم في النقاش والتفاوض، بل تعزز أيضًا التعاطف والتعاون والتفاهم بين الثقافات، وهي صفات أساسية لقادة المستقبل».

وتابعت: «لقد شغل العديد من الطلاب المشاركين في هذا البَرنامج خلال سنوات الدراسة أدوارًا قيادية في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية، ما يعكس التأثير طويل الأمد لهذه التجربة».

وأضافت الهاجري: «أحدُ الجوانب الأكثر تميزًا في ثَيْمن قطر، قدرته على تشكيل مهارات القيادة لدى الطلاب من خلال غمرهم في تحديات واقعية. فمن خلال محاكاة الدبلوماسية الدولية، يكتسب المشاركون الثقة، والتفكير الاستراتيجي».

وأردفت الهاجري، بالقول: «باعتباره أحد أهم الأنشطة التعليمية المصاحبة في مدارس مؤسسة قطر، فإن ثَيْمن قطر جزء لا يتجزأ من رؤيتنا التعليمية. تعمل مدارسنا بنشاط على تفعيل أندية نموذج الأمم المتحدة لإعداد الطلاب للمشاركة الفاعلة في المؤتمر»، مضيفةً: «تلعب هذه المؤتمرات دورًا محوريًا في تمكين الطلاب من التعبير عن أفكارهم، والتفكير الناقد، وفهم تعقيدات القضايا العالمية. فهي بمثابة ميدان تدريبي يصقل مهارات الخطابة والتفاوض والقيادة لدى الطلاب.

كما أشادت الهاجري بالمكانة المرموقة لـ »ثَيْمن قطر» بين مختلف مؤتمرات نموذج الأمم المتحدة، حيث إن عددًا قليلًا فقط منها يحظى باعتماد مؤسسة ثَيْمن أو يتم تنظيمه من قبلها، ما يجعله منصة معترفًا بها عالميًا تعزز الانخراط الدبلوماسي عالي المستوى، وتنمي مهارات القيادة لدى الطلاب.

واختتمت الهاجري: «أناشد جميع أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم على الانضمام إلى برامج نموذج الأمم المتحدة في مدارسهم، حيث إنها تجربة لا تُقدر بثمن، إذ تعزز الثقة بالنفس، والوعي العالمي، والإحساس بالمسؤولية».

وتابعت الهاجري: «لقد شهدت شخصيًا التأثير العميق لهذه التجربة على الطلاب، حيث لم تعزز فقط قدرتهم على المشاركة في النقاشات الفكرية، بل ساهمت أيضًا في تطوير مهاراتهم في اتخاذ القرار، وتعزيز قدراتهم القيادية. إن «ثَيْمن قطر» أكثر من مجرد مؤتمر، إنه رحلة لصقل قادة المستقبل، وكلما بدأ الطلاب في هذه التجربة مبكرًا، زادت فرصهم للنمو والتأثير في مجتمعاتهم وأوطانهم».