بقلم/ نوت الدوسري:

في زحام الحياة، كثيرًا ما نستهين بتأثير الخُطوات الصغيرة، ونظن أن النجاح حكرٌ على القفزات العملاقة. لكن الحقيقة أن أعظم الإنجازات وُلدت من قراراتٍ يوميةٍ بسيطةٍ، اتُخذت بإصرارٍ واستُثمرت بوعي.

هل فكرت يومًا في قوة خُطوةٍ واحدةٍ؟ صفحة تقرؤها كل يوم قد تصنع منك قارئًا مُثقفًا على مدار عام. دقائق قليلة تُخصصها لممارسة الرياضة تُهديك جسدًا قويًا وعقلًا أكثر صفاءً. إنها التفاصيل الصغيرة التي تبدو غير ملحوظة، لكنها تتراكم مثل قطرات ماء تحفر مجرى في صخر، السر الحقيقي وراء هذه الخطوات يكمن في الاستمرارية.

حين تُكرّر اختيارًا بسيطًا يوميًا، يتحول مع الوقت إلى عادة، والعادات هي التي تصنع حياتنا وشخصياتنا. لكن ليست كل العادات متساوية، لذا من المهم أن تكونَ واعيًا بأهدافك. حين تمتلك رؤيةً واضحةً لما تطمح إليه، تصبح قراراتك الصغيرة أدوات تبني بها طريق النجاح، احذر من الاستهانة بقرار يبدو بسيطًا لكنه قد يُحدث فارقًا سلبيًا. تلك القرارات اليومية، مهما بدت عابرة، تحمل قوة تشكيل المستقبل. وبينما لا حاجة للكمال في كل خطوة، يكفي أن تكونَ البداية مُتسقةً مع أحلامك.

تأمل حولك: كل مشروع كبير كان يومًا فكرة صغيرة، وكل رحلة طويلة بدأت بخُطوةٍ واحدةٍ. النجاحات ليست ضربة حظ، بل هي نتيجة طبيعية لخطوات متواضعة أخذت وقتها لتنمو وتُثمر، لذلك، لا تستخف بخطواتك الصغيرة، فهي الجسر بين واقعك وأحلامك. ضع قدمك على الطريق، وثق أن كل خُطوة، مهما كانت بسيطةً، تُقرّبك من حياةٍ ملؤها الإنجاز.