الدوحة – قنا:
تنظم إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في 17 فبراير الجاري، ندوتها الثانية في الموسم الثقافي الأول من سلسلة ندوات التكامل المعرفي للبحث في السبل الممكنة التي تجعل من التكامل المعرفي سبيلا للنهوض الحضاري.
وأوضح الشيخ الدكتور أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث، أن سلسلة ندوات “التكامل المعرفي”، التي يتم تنظيمها بالتشاور والتنسيق والتعاون مع مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة قطر، وتعقد تحت شعار:” التكامل المعرفي.. سبيل النهوض الحضاري” وتهدف إلى إشاعة ثقافة التكامل المعرفي بين العلوم، التي تأتي في مقدمة الأهداف التي تعمل عليها إدارة البحوث وتسعى لتحقيقها، من خلال ندواتها ومحاضراتها وإصداراتها المتنوعة.
وأضاف: أن ندوات “التكامل المعرفي” التي تعقد مرتين في العام، تعتبر من المحاولات الفكرية الجادة، والجهود الثقافية المتميزة في مسيرة العمل من أجل الارتقاء بالإنسان المسلم ليكون في مستوى دينه وعصره.
وتأتي هذه الندوة، التي تعقد في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، بعد صلاة العشاء مباشرة للبحث في أثر التكامل المعرفي من خلال كتب مختارة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وباحثين يتميزون بالفهم والاستيعاب لمضامين الكتب، حيث تم اختيار كتاب “المقدمة” لابن خلدون، واختيار الدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، لتلمس أبعاد الموضوع المطروح في أعماق الكتاب.
كما تم اختيار كتاب “الموافقات” للإمام الشاطبي، واختيار الدكتور نور الدين بن مختار الخادمي، الأستاذ بقسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة بجامعة قطر، للبحث والتنقيب عن آفاق وآثار التكامل المعرفي من خلال هذا الكتاب.
جدير بالذكر أن الندوة الأولى في هذا الموسم والتي عقدت في السابع من ربيع الأول 1446هـ، الموافق 10 سبتمبر 2024 بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، بحثت: أثر التكامل المعرفي من خلال شخصيات مختارة بعناية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث تم استدعاء أنموذجين متميزين، أحدهما من التراث والآخر من العصر الحديث، ولكنهما يشتركان في أن كلا منهما كان يغترف معارفة من ينابيع الوحي: الأول أنموذج الإمام أبي حامد الغزالي (رحمه الله) الذي يجسد المسلم الأصيل في قمة إبداعه وعطائه، وتحدث حوله الدكتور بلال شيبوب، عضو هيئة التدريس بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في قطر.
وأما الثاني فكان أنموذج المفكر الجزائري المسلم: مالك بن نبي (رحمه الله) الذي يجسد المسلم المعاصر في أرقى حالات فاعليته وإنتاجه وقوة تأثيره الممتد، وتحدث حوله الدكتور بدران بن مسعود بن لحسن، الأستاذ المشارك والباحث في مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية.
من جانب آخر أوضح الشيخ الدكتور أحمد آل ثاني أن الموسم الثقافي الثاني لسلسلة ندوات التكامل المعرفي يبدأ أعماله في سبتمبر المقبل، تحت شعار: التفاعل الثقافي.. دليل التكامل المعرفي. وتناقش الندوة الأولى: “التكامل المعرفي في مناخ التفاعل الثقافي: نماذج من مسيرة الحضارة الإسلامية”، من خلال محورين، الأول: يتخذ من بيت الحكمة في بغداد أنموذجا، بينما يتخذ الثاني من: إبداعات الحضارة الإسلامية في الأندلس أنموذجا آخر.
وتناقش الندوة الثانية: موضوع: التفاعل الثقافي أساس التكامل المعرفي من زاوية أخرى ومن خلال محورين رئيسين: الأول: يبحث الموضوع من زاوية: التكامل المعرفي بعيدا عن مناخ التفاعل الثقافي: الإمكانية.. والاستحالة والثاني يبحث الموضوع من زاوية: التكامل المعرفي في مناخ التفاعل الثقافي: سبيل التنمية المستدامة.