الدوحة – الراية :
تواصلتْ، أمسِ، مُنافساتُ المجموعة الثالثة من بطولة القلايل للصّيد التقليديّ لعام 2025 في محمية «لعريق»، والتي تُقامُ بدعمٍ من صندوق دعمِ الأنشطة الاجتماعية والرياضة «دعم». وتضمُ المجموعةُ الثالثةُ، كلًا من: فريق الجريان، فريق العديد، فريق السد، وفريق لجلعة، حيث تمكن فريق الجريان من استعادة صدارة المجموعة، بعد أن تراجعَ في اليوم الثاني، حيث احتلَّ المركز الأول برصيد 540 نقطة، وذلك بعد أن أضاف إلى رصيده السابق 270 نقطة، نتيجة صيد 9 حُباريات، ليبتعد عن أقرب منافسيه، فريق العديد، الذي حل في المركز الثاني برصيد 360 نقطة، بعد أن أضاف إلى رصيده السابق 90 نقطة، إثر صيد 3 حباريات.
أما فريق لجلعة، الذي تصدرَ المجموعةَ في اليوم الثاني، فقد تراجع إلى المركز الثالث برصيد 330 نقطة، بعد أن اصطادَ حبارى واحدة فقط، في حين ظل فريق السد في المركز الرابع والأخير برصيد 150 نقطة، بعد أن أضافَ إلى رصيده السابق 60 نقطة فقط، نتيجة صيد حباروَين.
مفاجآت كُبرى
وأكَّدَ السيدُ محمد بن نهار النعيمي، نائب رئيس اللجنة المُنظمة لبطولة القلايل، رئيس اللجنة التنفيذية للبطولة، قوَّة المنافسات في هذه المجموعة، مُشيرًا إلى المُفاجآت التي شهدتها المسابقة منذ بدايتِها. وقالَ النعيمي: المنافساتُ في هذه المجموعة قوية جدًّا، وظهر ذلك منذ اليوم الأوَّل، حيث تقدّم فريقُ الجريان في بداية البطولة. ومع اليوم الثاني، حدثت مفاجآت، حيث صعد فريق لجلعة على حساب الجريان، ليصبح الفريقانِ متساويَين في المركز الثاني مع فريق العديد. وقد شهدنا اليوم الثالث أيضًا مفاجأة جديدة، حيث استعاد الجريان الصدارة، بل وتمكن من توسيع الفارق بأكثر من 200 نقطة. كما تقدم فريق العديد إلى المركز الثاني بفارق طفيف جدًا عن فريق لجلعة، الذي تراجع بعد تصدره المجموعة في اليوم الثاني، ما جعل المنافسة تزداد شراسةً في الساعات الأخيرة.
وأشارَ النعيمي إلى أنَّ المنافسة بين الفرق الثلاثة: لجلعة، الجريان، والعديد، كانت متقاربة جدًا من حيث النتائج، لكن مع النتائج الأخيرة، أصبح هناك فارق كبير بين الجريان والفريقين الآخرين، ما يصب حاليًا في صالحه. ومع ذلك، يصعب التنبؤ بما ستسفر عنه الساعات القادمة، خاصةً أن جميع الفرق تسعى بقوة للفوز بالبيرق، ما يزيد من تشويق البطولة.
واختتمَ النعيمي حديثه، بالتأكيد على أن التنافس القوي بين الفرق، يعكس نجاح البطولة في إبراز القيم الرياضيَّة والتراثيَّة، ويجعلها حدثًا يحظى باهتمامٍ واسعٍ في الأوساط الخليجيَّة والعربية.
طموحٌ متواصلٌ
من جهتِهم، أكَّدَ المُشاركونَ، أهميةَ البطولة في الحفاظ على التراث القطريّ، مُثمّنين دور اللجنة المنظمة في توفير جميع التسهيلات لإنجاح الحدث، وتقديم بطولة تليق باسم قطر. وتحدث جاسم محمد الكعبي، عُضو فريق العديد، عن تجرِبة المقناص على الهجنِ والخيل، مُشيرًا إلى أنَّها رياضة تحملُ في طياتِها الكثيرَ من المعاناة والتَّحديات.
وقالَ: «المقناص على الهجن والخيل يتطلبُ صبرًا وعزيمةً، فهي ليست سهلةً، لكنها جزءٌ من هُويتنا وموروثنا التقليدي الذي تربينا عليه. صحيح أنها مليئة بالمشقَّة، لكن الصبر والصمود هما الأساس».
وأشارَ الكعبي إلى أنَّ التوفيقَ هو العامل الأهم في هذه البطولة، وأنَّ العمل الجماعي بين أعضاء الفريق يلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق الإنجازات، مُضيفًا:
«في فريق العديد، نعمل جميعًا بروح واحدة، وهدفنا الأساسي هو تقديم أفضل أداء ممكن. الفوز ليس مجرد هدف، بل هو رزق وتوفيق من الله، ونحن نؤمن بأن الجهد المشترك بين أعضاء الفريق هو ما يصنع الفارق».
سجلٌّ حافلٌ
من جانبِه، تحدَّثَ عبدالمحسن سعيد الشهواني، عضو فريق العديد، عن إنجازات الفريق خلال السنوات الماضية، مُشيرًا إلى أنَّ الفريق كان دائمًا حاضرًا في المراكز الأولى، وتمكن من حمل البيرق والتأهل إلى المراحل النهائية في العديد من البطولات السابقة. وقال الشهواني: «فريق العديد لديه سجلٌّ حافلٌ من الإنجازات، ودائمًا ما كان حاضرًا ضمن الفرق المتقدمة. هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغٍ، بل هي ثمرة العمل الجماعي والجهود المستمرة».
وأضاف: «لدينا دائمًا روح رياضية تقوم على التنافس الشريف والعَلاقات الطيبة مع الفرق الأخرى، وهذا ما يجعل البطولة أكثر متعةً وتحديًا». وأشارَ الشهواني إلى أنَّ جميع الفرق تتنافس بروح رياضية عالية، وأن الاحترام المتبادل بين المشاركين يعزز من قيمة البطولة، ويجعلها تجربةً استثنائيةً للجميع.
الموروث الشعبيّ
بدوره، قالَ جاسم مبارك المهندي، عضو فريق لجلعة: إنَّ الفريقَ يشاركُ في البطولة بطموحات كبيرة، ويسعى لتقديم أداء مميز منذ البداية. وأضافَ: « فريق لجلعة يتمتع بروح رياضية عالية وأداء متماسك، ونحن نركز على العمل الجماعي، والتعاون المستمر بين جميع الأعضاء. سنواصل المنافسة حتى اللحظة الأخيرة، لأننا نؤمن بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي».
وأكَّدَ أنَّ بطولة القلايل ليست مجرد مسابقة رياضية، بل هي أيضًا فرصة لتعزيز التراث القطري وصون الموروث الشعبي المرتبط بالصيد التقليدي، مُشيرًا إلى أنَّ الفريق يعكف على تدريب الصقور والكلاب السلوقية بانتظام لضمان أدائها الجيّد خلال المُنافسات.
أمَّا حمد بن سعيد النعيمي، عضو فريق لجلعة، فأكّد أن البطولة تتطلب مهارات خاصة في الصيد بالصقور، موضحًا أنَّ الفريق يعتمد على خبرته الطويلة في تدريب الصقور، وتحديد مواقع الحبارى.
وقالَ النعيمي: «الصقر هو أداة رئيسية في الصيد التقليدي، ومع التدريب الجيد يصبح من السهل تحديد مواقع الطيور مثل الحبارى، وصيدها بكفاءة. لكن التحدي الأكبر يكمن في محمية لعريق، حيث يحتاج الأمر إلى خبرة واسعة في التعامل مع طبيعة الصحراء وتضاريسها المتنوعة».
وأضافَ: «الصقار الماهر لا يقتصر دوره على تدريب الصقور فقط، بل يجب أن يمتلك فهمًا عميقًا للبيئة الصحراوية؛ لأن النجاح في الصيد يتطلب معرفة دقيقة بالمكان وطبيعة الطيور».
روح عالية
أجمعَ المُشاركون في البطولة على أنَّ المنافسة في بطولة القلايل 2025 تعكسُ الروحَ الرياضية العالية والاحترام المتبادل بين الفرق، مؤكدين أنَّ الحدث لا يقتصر على الصيد فقط، بل يمثل تجرِبةً تراثيةً وثقافيةً متكاملةً، تسهمُ في تعزيز الهُويّة القطرية والحفاظ على موروثها الشعبي للأجيال القادمة.