بمُشاركةٍ سياحيةٍ رفيعة المُستوى، استضافت الدوحة أعمالَ الاجتماع الحادي والخمسين للجنة الإقليميّة لمُنظمة الأمم المُتحدة للسياحة للشرق الأوسط، بحضور وزراء وممثلي السياحة وكبار المسؤولين وقيادات المنظمة، وتبدو أهمية هذا الاجتماع في مناقشة تعزيز التعاون الإقليمي، ومناقشة الخطط والسياسات المُستقبليّة لتطوير السياحة المُستدامة، واستعراض تقارير الأداء السياحي خلال ٢٠٢٤-٢٠٢٥، ومناقشة أهم التحديات التي تواجه قطاع السياحة في المنطقة، مثل الاستدامة البيئيّة والأمن السياحي، والتركيز على السياحة المُستدامة والمسؤولة لضمان الحفاظ على الموارد الثقافيّة والطبيعيّة في المنطقة، مع مُناقشة أهم الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى تطوير القطاع السياحي وزيادة مُساهمته في الاقتصاد الوطني لكل دولة، وتعزيز الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، مع الاستعداد للأحداث العالمية الكُبرى، ومشاركة المنطقة في معارض سياحية عالمية، واستضافة فعاليات كبرى تعزز مكانة الشرق الأوسط كوجهة سياحية مفضلة لديهم. والتجرِبة الرياضية القطرية نموذج رياضي يُحتذى به اليوم كأفضل نسخةٍ موندياليةٍ في تاريخ المونديالات، من حيث التنظيم والإدارة والأمن والخِدمات والبنية التحتيّة وكسب ثقة العالم، حيث وضعت قطر بصمتها الرياضية على خريطة الرياضة العالمية، وهذا ما تمَّ ذكره خلال مؤتمر السياحة الرياضية وصناعة السياحة بعد كأس العالم، من ١١-١٤ فبراير ٢٠٢٥، كجزء من فعاليات الاجتماع، الذي تمَّ عقده بمنتجع شيراتون الدوحة. وأثارت المناقشات دور قطر كأهم التجارِب السياحية الرياضية التي جذبت العالم، ودور الفعاليات الرياضية في تعزيز العلامة التِجارية للدول، ثم تحليل النجاحات التي حققتها قطر في كأس العالم ٢٠٢٢، مثل تطوير البنية التحتية وزيادة أعداد السياح بنسبة ١٣٧ % منذ ٢٠١٩، وهذا بإشادة الأمين العام لمُنظمة الأمم المُتحدة، ثم أهمية التكنولوجيا والتحوّل الرقْمي ودورها في تحسين تجرِبة السائحين مثل استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقات الواقع الافتراضي، والدعوة إلى تعزيز الشراكات بين دول الشرق الأوسط لإنشاء مساراتٍ سياحيةٍ مشتركةٍ مثل تعاون قطر مع السعودية في استضافة الأحداث الكُبرى، والاستدامة في السياحة الرياضية والتركيز على ضرورة دمج الاستدامة البيئية والاجتماعية في المشاريع السياحية مثل تقليل البصمة الكربونية واستخدام التكنولوجيا النظيفة والإشارة إلى بطولة visit Qatar E1 للزوارق الكهربائية كمثال على الفعاليات الصديقة للبيئة، وتمَّ التركيز على نجاح قطر في تحويل الرياضة إلى أداةٍ لتعزيز الهُوية الثقافية وجذب الاستثمارات، ودور السياحة الرياضية في توفير فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد المحلي، خاصة للمرأة عبر برامج التدريب والتوظيف العادل، وأكدت قطر مع استضافة هذا المؤتمر مكانتها كمركز إقليمي وعالمي في صناعة السياحة كوجهة سياحية ورياضية متكاملة ونموذج واقعى جذاب وفريد، جمعت بين الحداثة والهُوية الثقافية، ويعكس التزامها بالاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مع زيادة الوعي بأهمية الاستدامة كشرط أساسي لنجاح المشاريع السياحية، واستفادت قطر من هذا المؤتمر في تعزيز مكانتها كقائدة إقليمية في السياحة المستدامة وتعزيز التعاون الدولي وجذب الاستثمارات من خلال تجرِبتها الناجحة لمونديال ٢٠٢٢، كما ساهم المؤتمر في وضع إطار عمل لاستراتيجيات مستقبلية تجمع بين الابتكار التكنولوجي والاستدامة الشاملة، حفظ الله قطر، وبارك في جهود القائمين على دعم السياحة بهذه الصورة المُشرّفة للعالم اليوم.

 

[email protected]