الكونُ يتهيأ لاستقبال مَوسم الخير والرحمة والعتق من النيران بجَرعاتٍ إيمانيةٍ فائضةٍ، خاصة في شهر شعبان الذي يعتبر مقدمةً لخير رمضان العظيم، حيث يدرّب الإنسانُ نفسه على الصيام ويزيد ورده القرآني ويتصدّق ليدخل الشهر المعظم وقد استعد روحانيًا وبدنيًا.
رمضان لمن غاب فَهمه وضاع تقديره، مناسبة دينية تامة، يُجدّد فيها الإنسان عهده مع الله، ويعتكف قلبه في منابر النور، رهبة من الله ورغبة فيما عنده من نعم الرضا والقَبول والعفو والعتق من النيران.. فما بال بعض القوم لا يفقهون..؟!
فوصموا رمضان بما ليس فيه، وحوّلوه إلى مِهرجان للطعام والملابس وأدوات الطهي، ومشاهدة الإسفاف على شاشات التلفزيون، وغير ذلك من أدوات الاستهلاك الجسدي، بينما رمضان مَوسم القلوب الظمأى والأرواح العطشى للنفحات الربانية التي تفيض فيه أكثر من غيره من الشهور.
مذهولة من إصرار البعض على تفريغ رمضان من مضمونه، وإشغال العباد بما يضرهم ولا ينفعهم، مذهولة من جرأتهم على الله وحربهم على دينه، وهم مسلمون!
مذهولة من انشغال البعض بسائر الشهوات وتغافلهم عن أبسط العبادات!
أيها الأحبة، ليكن رمضان هذا تحديًا للتفوق على النفوس الأمّارة بالسوء، والتغلب على شياطين الإنس والجن، للفوز بالأمن والإيمان والسكينة والاطمئنان في الدنيا، وجنات النعيم في الآخرة، فأولئك هم الفائزون.