الدوحة- هيثم الأشقر:
أكَّدَ عددٌ من المُواطنين ل الراية أنَّ سوقَ السمك المركزيَّ في أمّ صلال يعدُّ خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن الأسماكِ الطازجةِ بأسعار تنافسيَّة، خاصةً عند الشراء بكَميات كبيرة.
ونوّهوا بأنَّ السوقَ يوفّرُ تنوُّعًا واسعًا من المُنتجات البحرية، ما يمنحُ المستهلكَ فرصةً للاختيار بحُريَّة بين الأنواع المُختلفة، سواء من حيث الجودةُ أو السعر، كما أنَّ طبيعةَ السوق المفتوحة تتيحُ للمُشترين فحصَ الأسماك، والتأكّد من جودتها قبل الشراء، وهو ما يميزُه عن المجمعات التجارية التي تبيع الأسماك معبَّأة أو مجمّدة.
وأبدى البعضُ ملاحظاتِهم حول تفاوت الأسعار وعدم وجود التزامٍ واضحٍ بنشرة أسعار موحدة، حيث يتحكّم كلّ بائع في تسعير منتجاته وَفقًا للعرض والطلب.
وأوضحوا أنَّ بعض التجار يستغلّون قلة خبرة المُستهلكين بالأسماك لبيع مُنتجات ذات جودة أقلّ، أو خلط الأنواع الطازجة بغير الجيدة، خاصةً في أوقات الذِروة مثل يوم الجمعة.
وطالبوا بتكثيف الرّقابة داخل السوق لضمان الشفافيَّة في عمليات البيع، وتحقيق تجرِبة تسوق أكثر عدالةً وجودة للمُستهلكين.
تعزيز ثقافة الاستهلاك الواعي للمنتجات البحرية
يرَى مشعل الشمري، أنَّ سوقَ السمكَ المركزيَّ في أمّ صلال ليس مجرّد مكانٍ للبيع والشراء، بل هو عنصرٌ مهمٌ في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز ثقافة الاستهلاك الواعي للمُنتجات البحريَّة الطّازجة. فبعيدًا عن مسألة الأسعار والتفاوت فيها، يوفرُ السوقُ فرصةً مباشرةً للتعامُل مع الصيادين والتِّجار المحليين، ما يساعد في تعزيز مفهوم الشراء من المصدر وتقليل الاعتماد على المُنتجات المستوردة أو المخزّنة لفتراتٍ طويلةٍ.
ويؤكدُ أنَّ السوق يمثل تجرِبة تسوق حقيقية لعشَّاق الأسماك والمأكولات البحرية، حيث يمكن للمستهلك أن يرى المنتجاتِ الطازجةَ أمامه، ويفحصها بعناية، ويختار ما يناسبه بناءً على الجودة وليس فقط السعر. وهذه الميزة غير متوفرة في المجمعات التجارية، حيث تُباع الأسماك غالبًا بعد التجميد أو الحفظ لفترة طويلة.
من ناحيةٍ أخرى، يرى أنَّ التفاوت في الأسعار ليس بالضرورة أمرًا سلبيًا، بل هو نتيجة طبيعية لآلية العرض والطلب، خاصة أن سوق السمك يعتمد على كَميات الصيد اليومية التي قد تتأثر بعوامل عديدة، مثل الطقس أو المواسم المختلفة. ولذلك، فإن الأسعار قد تكون متذبذبة، لكنها في المقابل تعكس واقعية السوق وطبيعته المتغيرة، ما يسمح بوجود فرص للحصول على أسعار جيّدة عند اختيار التوقيت المُناسب للشراء.
الإقبال على السوق أقل من المتوقع
يؤكّدُ عبدالله الرميحي، أنَّ الإقبالَ على سوق السمك المركزي في أمّ صلال ليس مرتفعًا كما هو متوقعٌ، حيث يقتصرُ عددُ المرتادين على فئة معينة من المُستهلكين، خاصةً أولئك الذين يبحثون عن كَميات كبيرة من الأسماك بأسعار تنافسية. وعلى الرغم من أنَّ السوقَ يتميزُ بتوفير مجموعةٍ واسعةٍ من المُنتجات البحرية الطازجة، فإنَّ تفاوتَ الأسعارِ وعدم استقرارها قد يكون أحد العوامل التي تؤثر على قرار المستهلك بشأن الشراء من السوق أو التوجه إلى المجمعات التجارية.
وأضاف قائلًا: عند مُقارنةِ الأسعارِ بين سوق السمك والمجمّعات التِّجارية، نجد أنَّ الفارق ليس كبيرًا في بعض الأحيان، خاصةً عندما تكون الكَميات المطلوبة صغيرةً. فبالنسبة للأشخاص الذين يشترون كميات محدودة من الأسماك، قد يكون من الأسهل لهم التوجه إلى المجمعات التجارية، حيث تكون الأسعار متقاربةً إلى حد ما، مع وجود ميزة توفر الأسماك المعبأة والمجهزة مُسبقًا، ما يوفر عليهم عناء التنقل والاختيار. أمَّا بالنسبة لمن يحتاجون إلى شراء كَميات تجارية أو كميات كبيرة لمناسبات خاصة، فإنَّ سوق السمك المركزي يعد الخيار الأفضل من الناحية الاقتصادية. فالتجار وأصحاب المطاعم على وجه الخصوص يفضلون الشراء من السوق، حيث يمكنُهم الحصول على كميات كبيرة بأسعار تنافسية، مع إمكانية الاختيار المباشر والتفاوض مع البائعين للحصول على أفضل الأسعار.
استغلال بعض البائعين يضرّ بالمستهلكين
شدَّدَ خالد مسند الهاجري، على أهمّية تكثيف عمليات الرقابة والتفتيش داخل السوق لضمان الشفافية في عمليات البيع، ومنع أي ممارسات تضر بالمستهلكين، سواء من حيث جودة المنتجات أو استقرار الأسعار. ووجود رقابة دورية، خاصة في أيام الازدحام مثل يوم الجمعة، سيُسهم في ضبط السوق ومنع استغلال المشترين، ما يعزز من ثقة المستهلكين، ويجعل تجربة التسوق أكثر عدالة ووضوحًا للجميع، وأشار الهاجري إلى بعض التجاوزات التي تؤثر على تجربة المستهلكين، خاصة في أوقات الذروة مثل يوم الجمعة، حيث يزداد الإقبال بشكل ملحوظ. موضحًا أن هذه الزيادة في الطلب تمنح بعض البائعين فرصة لاستغلال ازدحام السوق وعدم انتباه المشترين، فيلجؤون إلى خلط الأسماك غير الجيدة بالأسماك الطازجة، ما يؤدي إلى خداع المستهلك الذي لا يكتشف الأمر إلا بعد وصوله إلى المنزل. وفي ظل الازدحام، يصعب على العديد من المشترين التدقيق في جودة الأسماك المعروضة، ما يجعلهم عرضة لمثل هذه الممارسات غير النزيهة.
إضافةً إلى ذلك، أكد الهاجري استغلال بعض البائعين قلة خبرة بعض الزبائن بأنواع الأسماك وطرق التمييز بين الطازج وغير الجيد، حيث يقومون ببيع منتجات بجودة أقل مما تبدو عليه ظاهريًا. هذه المشكلة لا تقتصر فقط على الأسماك، بل تمتد أيضًا إلى الروبيان، حيث يعمد بعض البائعين إلى وضع الروبيان البحري كبير الحجم في مقدمة العرض لجذب المشترين، لكن عند الشراء ونقله إلى المنزل، يتفاجأ المستهلك بأن جزءًا كبيرًا من الكمية يتكون من روبيان المزارع صغير الحجم، وهو أقل جودة وأرخص سعرًا، ما يعد تضليلًا واضحًا للمستهلكين.
أما فيما يتعلق بالأسعار، فأشار إلى أنها تشهد تفاوتًا كبيرًا بين أيام الأسبوع، إذ تكون الأسعار خلال الأيام العادية معقولة نسبيًا، بينما ترتفع بشكل كبير يوم الجمعة، نتيجة تزايد الطلب واستغلال بعض البائعين لهذا الازدحام. ومن الملاحظ أيضًا أن هناك غيابًا واضحًا للالتزام بنشرة الأسعار الرسمية، حيث يقوم كل بائع بتحديد الأسعار وفقًا لما يراه مناسبًا، دون وجود رقابة صارمة تضمن توحيد الأسعار وفقًا لجودة ونوع المنتج.
الأسعار غير ثابتة حسب العرض والطلب
يقولُ حمد المالكي: تُعدُّ أسعارُ الأسماكِ في سوق أمّ صلال المركزي غير ثابتةٍ، حيث تتفاوت تبعًا لعدّة عوامل، مثل: كَمية المعروض، ومواسم الصَّيد، وظروف الطّقس التي تؤثرُ على وفرةِ الأسماكِ. في بعضِ الأحيان، تكون الأسعارُ مناسبةً، وفي مُتناول الجميع، خاصةً عندما يكون العرضُ وفيرًا، بينما ترتفعُ في أوقاتٍ أخرى نتيجة لانخفاض الصيد أو زيادة الطلب، لا سيما خلال المواسم التي تشهدُ إقبالًا كبيرًا من المستهلكين.
ورغم التفاوتِ في الأسعار، يرى المالكي أنَّ ما يميز سوق السمك المركزي هو جودة المعروض، حيث يتمتع المستهلك بفرصة الحصول على أسماك طازجة، تم اصطيادها حديثًا، بخلاف المنتجات المتوفرة في المجمعات التجارية، والتي قد تكون مخزنة لفترات أطول أو مستوردة من الخارج، ما قد يؤثر على جودتها ونكهتها. مُشيرًا إلى أنَّ هذا الأمر يعد عنصرًا أساسيًا يفضله المشترون، خاصةً عند البحث عن أفضل الخيارات لإعداد وجبات بحريّة ذات نكهة طبيعية وغنية بالفوائد الغذائية.