الدوحة الراية :

نظمت وزارةُ الثقافة، أمس، ندوة «القيم الإنسانية وتحديات العَلاقات الحضاريَّة المُعاصِرة»، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من مَوسم الندوات، وذلك بالشراكة مع جامعة قطر، حيث شهدت الندوة حضورًا كبيرًا من المثقفين والأكاديميين والطلاب. وشاركَ في الندوة كلٌ من د. محمد أمزيان رئيس وحدة البحوث والدراسات الإسلامية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، ود. عبدالقادر جدي أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر، و د. عمر الخطيب أستاذ العقيدة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة قطر، و د. علاء هيلات عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر. وأدار الندوةَ السيد ناصر المالكي رئيس قسم العَلاقات العامة في إدارة العلاقات العامة والاتصال في وزارة الثقافة.
وقالَ الدكتور محمد أمزيان في مداخلةٍ بعنوان «الحوار بين عالَم الشمال وعالَم الجنوب: تحديات وفُرص بناء التفاهم الحضاريّ»: إن الحوار بين عالم الشمال وعالم الجنوب، وبشكلٍ أخص بين العَالَمين الغربي والإسلامي، يطرح سؤالًا جوهريًّا يتعلَّق بفَهم طبيعة الغرب وتوجهاته السياسيَّة والأيديولوجيَّة، ومدى تأثيرها على مواقفه من الآخر الحضاري.
وأوضحَ أن الغرب ليس وحدة متجانسة، كما أنه ليس فقط جغرافيا سياسية، بل أصبح مفهومًا أيديولوجيًا أكثر منه جغرافيًا، مشيرًا إلى أن هناك الغرب المركزي وهو الذي يتحكم في تحديد علاقة الغرب بالآخر سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وإعلاميًا، والغرب الهامشي الذي يؤمن بالتفاعل على أساس القيم الإنسانية المُشتركة.
من جانبه قالَ الدكتور عبدالقادر جدي في مداخلةٍ بعنوان «البُعد الأخلاقي للعلاقات الدوليَّة في المنظور الفقهي» إنه يحاول من خلال مشاركته أن يعالج هشاشة الجانب الأخلاقي في العلاقات الدوليَّة المُعاصِرة، ويأمل أنْ يضع اليد على أهم أسباب هذه الهشاشة، وأنْ يبرز المنظور الفقهي الإسلامي في إمداد العلاقات الحضاريَّة المُعاصِرة بالقيم الأخلاقيَّة، مبينًا ضرورتها ومنهجها ودورها.
وفي مداخلةٍ للدكتور عمر الخطيب بعنوان «أثر الإسلام في بناء القيم الإنسانيَّة لمواجهة التحديات الحضاريَّة الشاملة» تطرق إلى تأسيس الإسلام للقيم الإنسانيَّة من البُعد القومي إلى البُعد الحضاري، والتنمية القيمية الإنسانيَّة في الإسلام وأثرها في مواكبة التحديات الحضاريَّة، ودور المُسلمين في مواجهة التحديات الحضاريَّة المُعاصِرة من خلال القيم الإنسانيَّة الإسلاميَّة. من جانبه قدّم الدكتور علاء هيلات في مداخلةٍ بعنوان «القيم الإنسانيَّة في الأديان وأثرها في مواجهة التحديات الحضاريَّة المُعاصِرة» مقارنةً بين وضع الإنسان في مختلِف الأديان، فالإنسان كائن عدمي في ديانات مثل البوذية، في حين أن الإنسان كائن وجودي متميز في أصل وجوده في اليهودية والمسيحية، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي يرى أن الإنسان كائن وجودي مُتساوٍ في أصل وجوده.