عبارة «لا فاقدين ولا مفقودين» من العبارات التي تحمل معانيَ عميقة ودلالات روحية خاصة، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان المبارك. يتأهب المسلمون في جميع أنحاء العالم لاستقبال هذا الشهر الفضيل، الذي يُعد فرصة للتقرب إلى الله، وتنمية الروحانية، وزيادة الأعمال الصالحة. ولكن قبل قدوم رمضان، قد تتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول الذين لم يعودوا بيننا، سواء كانوا أحبابًا فقدناهم أو أشخاصًا نشتاق إلى لقائهم.

تشير عبارة «لا فاقدين ولا مفقودين» إلى حالة من الرضا والقناعة بوجودنا في الحياة، وأننا لا نفتقد أحدًا بشكل مؤلم. فالفقد هو شعور يصاحبه الحزن والأسى، ولكن مع اقتراب رمضان، يدعو هذا المعنى إلى التأمل في النعم التي نمتلكها، مثل الأهل، الأصدقاء، والمجتمع.

إن القول «لا فاقدين» يعني أننا نُقيم في حاضر مملوء بالحب والدعم، بينما «لا مفقودين» تعني أنه يجب أن نتقبل ما فقدناه ونتذكره بإيجابية، بدلاً من الاستغراق في الحزن. رمضان هو فرصة لتجديد الروابط مع من حولنا، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، والبحث عن السعادة حتى في غياب من فقدناهم.

مع اقتراب شهر رمضان، يُفضل أن نستغل هذه الفترة في التأمل في النعم التي لدينا، ومحاولة التواصل مع من نحبهم. يمكن أن يكون ذلك من خلال مكالمات هاتفية، زيارات، أو حتى إرسال رسائل تُظهر الاهتمام والمودة.

كما يجب أن نتذكر أن الفقد جزء من الحياة، وعلينا أن نتقبل هذا الواقع، لكن في الوقت نفسه، يمكننا تكريم ذكراهم من خلال القيام بأعمال الخير في رمضان، مثل التصدق أو زيارة أماكن العبادة. هذه الأعمال لا تعزز فقط الروحانية، بل تجعلنا نشعر بأننا نحتفظ بذكراهم حية في قلوبنا.

في النهاية، فإن «لا فاقدين ولا مفقودين» هي تذكير جميل بأن الحياة مستمرة، وأن رمضان هو وقت للتجديد والتواصل. دعونا نستقبل هذا الشهر بروح من الفرح والأمل، مع العلم أن كل من فقدناه سيبقى جزءًا من ذكرياتنا وأرواحنا، وأن النعم التي نملكها تستحق الاحتفاء بها.

 

 

 

[email protected]

@LolwaAmmar