تربية.. دمج التكنولوجيا وخلق بيئة تعليمية محفزة وداعمة

أساليب مبتكرة تُحسِّن تجربة التعلم عند الأطفال

 

الدوحة – الراية :

في ظلّ التطوّرات التكنولوجيّة المُتسارعة والمُتغيرات التعليمية المُستمرّة، بات البحث عن أساليب تعليمية فعّالة ومُبتكرة للأطفال ضرورةً مُلحةً.

يُحدّد علماء النفس التربويون عدة أساليب حديثة تُعزز تجرِبة التعلم لدى الأطفال، من خلال التركيز على دمج التكنولوجيا، وتحفيز التعلم النشط، وتنمية التفكير النقدي والإبداعي، وخلق بيئة تعليمية مُحفّزة وداعمة.

في هذا السياق، يتفق العديد من الخبراء على ضرورة أن يكون التعليم تفاعليًا وممتعًا لضمان فاعليته، خاصةً في مرحلة الطفولة المبكرة. تلعب البيئة التعليمية دورًا حاسمًا في تحفيز الأطفال على التعلم، فالتعلم من خلال اللعب، والقصص، والأنشطة الحسية، والموسيقى، والألعاب التعليمية التفاعلية، كلها أساليب مُبتكرة تُعزز الاستكشاف والتجرِبة.

يؤكد المختصون أن التعلم من خلال اللعب هو أحد أبرز الأساليب الفعالة لتعليم الأطفال. فالألعاب التعليمية لا تعزز فقط المهارات الأكاديمية، بل تساهم أيضًا في تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية. من خلال التفاعل مع أقرانهم أثناء اللعب، يتعلم الأطفال قيم التعاون والمشاركة، ما يعزز من ثقتهم بأنفسهم.

كما يُشير الخبراء إلى أهمية التعلم القائم على المشاريع. ويتضمن هذا الأسلوب تشجيع الأطفال على العمل في مجموعات لإنجاز مهام معينة، ما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. فمن خلال هذه المشاريع، يصبح الأطفال أكثر ارتباطًا بالمعرفة، حيث يرون كيف يمكن تطبيق ما يتعلمونه في الحياة العملية. ويضيف آخرون إن «استخدام التكنولوجيا» في التعليم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. فالأدوات الرقْمية، مثل التطبيقات التعليمية والفيديوهات التفاعلية، تُسهم في تقديم المعلومات بشكل أكثر جذبًا وتفاعلية. ومع ذلك، يجب استخدام هذه التكنولوجيا بحذر لضمان عدم تعرض الأطفال للإفراط في الشاشات. أيضًا، يُنصح بضرورة تخصيص التعليم وَفقًا لاحتياجات كل طفل. فكل طفل يتعلم بشكل مختلف، لذا يجب على المعلمين وأولياء الأمور التعرف على أساليب التعلم المختلفة وتطبيقها. بعض الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال السمع، بينما يفضل آخرون التعلم من خلال المشاهدة أو الحركة.

كما يُشدّد الخبراء على أهمية البيئة التعليمية الداعمة. فالأطفال يجب أن يشعروا بالأمان والدعم في بيئتهم التعليمية، حيث يُمكنهم التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحُريةٍ، ما يساهم في تعزيز دافعهم للتعلم ويُساعدهم على مواجهة التحديات.

طرق تحفيز الأطفال على القراءة

تشهدُ المُجتمعات اليوم اهتمامًا مُتزايدًا بتشجيع الأطفال على القراءة، وذلك لما لها من فوائد جمة في تطوير اللغة والخيال وتعزيز التفكير النقدي. يؤكد الخبراء أن هناك عدة أساليب يمكن للأهل والمُعلمين استخدامها لتحفيز الأطفال على القراءة وجعلها تجرِبةً ممتعةً ومشوقةً.

من الأساليب الفعّالة توفير مجموعة متنوعة من الكتب المناسبة لأعمار الأطفال واهتماماتهم. فالتعرض لمجموعةٍ متنوعةٍ من المواضيع يساعد الأطفال على اكتشاف اهتمامات جديدة ويجعلهم أكثر حماسًا للقراءة. أيضًا، يعتبر تنظيم أوقات مخصصة للقراءة في المنزل من الأساليب الفعالة. ويمكن تخصيص وقت معين في اليوم للقراءة، حيث يشجع هذا الروتين الأطفال على انتظار تلك اللحظات بترقبٍ، ويصبح جزءًا من نمط حياتهم.

إضافةً إلى ذلك، يمكن استخدام تقنيات الألعاب لجعل القراءة أكثر تفاعلية، حيث يمكن للأهل تقديم مكافآتٍ للأطفال الذين يقرؤون عددًا معينًا من الكتب في فترةٍ زمنيةٍ محددةٍ.

أيضًا، يُعد استخدام التكنولوجيا وسيلة فعالة لجذب الأطفال نحو القراءة، وتتوفر العديد من التطبيقات والكتب الإلكترونية التي تعرض المحتوى بطرق تفاعلية وجذابة، تجمع بين التعلم واللعب، ما يجعل القراءة تجرِبة ممتعة. كما يجب على الأهل والمُعلمين تشجيع الأطفال على التعبير عن آرائهم حول ما يقرؤونه.

صحة.. نصائح لحماية «عيالنا»

من أمراض الشتاء

يقضي بعضُ الأطفال معظم فصل الشتاء مرضى ولا يتعافون حتى يمرضوا من جديد، ويؤكد أخصائيو الأطفال أن ارتفاع حالات المرض في صفوف أطفال الحضانات ورياض الأطفال في الشتاء ناجمٌ عن كون جهاز مناعة الطفل غير مُعرّض للفيروسات المختلفة في البيئة الخارجية، كما أن اختلاط الطفل بأعداد أكبر من الأشخاص يوميًا ولفترات طويلة يزيد فرص مرضه. ومن النصائح التي يقدمها الأخصائيون، تقديم الغذاء المتوازن، لأن أساس المناعة الحصينة للطفل الرضاعة الطبيعية قدر الإمكان، ويوصى بألا تقل فترة الرضاعة عن 6 أشهر، وبعد بَدء إطعام الطفل ينبغي الحرص على احتواء الوجبات على عناصر غذائية مُختلفة من دهون ونشويات وبروتينات ومعادن وفيتامينات.

كذلك يساعد الالتزام بجدول التطعيم الذي تُخصصه وزارة الصحة على حماية الطفل من الأمراض في فصل الشتاء وغيره، كما يوصى بأخذ تطعيم الإنفلونزا السنوي من عمر 6 أشهر فما فوق.

وينبغي أن نُجنّبَ الطفل السليم التواصل المباشر مع المرضى، خاصة إذا كانوا من محيطه، مع الحرص على ارتداء المرضى داخل العائلة الكمامات والمُحافظة على نظافة وتهوية البيت. وفي المُقابل، لا يرسل الطفل المريض إلى الحضانة أو روضة الأطفال خلال الأيام الأولى من مرضه، كي لا ينقلَ العدوى إلى الأطفال الآخرين. ويسهم النشاط البدني في تقوية المناعة، إذ يُنصح بتخصيص ساعةٍ من الحركة والرياضة للطفل يوميًا داخل أو خارج المنزل.

أسلوب حياة.. فوائد اختيار الأطفال ملابسَهم

يُعدُّ اختيار الأطفال ملابسهم وسيلةً للتعبير عن أنفسهم، ويؤكد خبراء تربويون أن لذلك فوائد عدة، منها أنه يبني احترام الطفل لذاته ويساعده في الاستقلال، كما يسمح له بتنمية حسّ الأناقة لديه. وثمة أسئلة تطرحها أمهات كثيرات، هي: في أي سن يجب على الطفل انتقاء ملابسه بنفسه؟ وهل سيُحسن الاختيار؟ وهل سيتوافق ذوقه مع أذواقهن؟

وحَسَب الخبراء، فإنه على الأهل أن يتقبلوا أولًا الطبيعة النمائية للطفل، ويعزّزوا سلوك اختيار ملابس الطفل بنفسه وتجرِبة ما يدور في خَلَده، بَدءًا من مرافقته إلى السوق، ومقارنة الأسعار والمفاضلة بينها، لأن هذا يعلمه الكثير. ونشرَ موقع «فاميلي إديوكيشن» عددًا من الفوائد المترتبة على السماح للطفل باختيار ملابسه بنفسه، منها بناء الثقة عن طريق اختيار الملابس الخاصة، فعندما يتمكّن الطفل من إتقان المشكلات والخِيارات الصغيرة فإنه يشعر بالفخر، وحينئذ يبني احترامه لذاته وثقته بنفسه. ومن الفوائد أيضًا تعلم أي الألوان والأنماط وأنواع الملابس الأفضل في حياة الطفل، حيث يُعد العثور على الإحساس بالأناقة والتعبير عن شخصية الطفل من خلال «الموضة» أمرًا مُمتعًا للطفل الذي بدأ في استكشاف هُويته.

أيضًا يُسهم ذلك في تحسين مهارات الأطفال في حل المشكلات واتخاذ القرار، لأن تقديم بعض الخِيارات الصغيرة للطفل في روتينه اليومي، مثل المِعطف الذي يرتديه في ذلك اليوم، يُساعده في تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المُشكلات.