جنيف – قنا:
أكد السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم، انتهاج دول المجلس مبدأ الوساطة كأداة دبلوماسية لحل النزاعات المسلحة وحفظ كرامة وحقوق الإنسان، وتوفير بيئة تحترم فيها الحقوق الأساسية وتزدهر فيها المجتمعات بأمن وسلام.
وأوضح البديوي، في كلمة خلال افتتاح أعمال الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن هذه الدورة تنعقد في عام يحمل دلالة تاريخية يتزامن مع الذكرى الثمانين لاعتماد ميثاق الأمم المتحدة، وهي ذكرى تدعوا الجميع للتأمل في العقبات والتحديات المشتركة التي تم التغلب على العديد منها في سبيل الحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان، وتفرض على الأسرة الدولية ضرورة العمل بشكل جاد لإعادة الثقة إلى نظامها الدولي، وتوحيد إرادتها الجماعية لتعزيز تلك الحقوق، لا سيما في ظل تراجع احترام المواثيق والأعراف الدولية وازدواجية معايير تطبيقها.
ونوه في هذا السياق إلى ما ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة من تطهير عرقي، وقتل وإصابة ما يزيد على 160 ألفا أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية، وأمام أنظار المجتمع الدولي، مشددا على الموقف الثابت والراسخ لمجلس التعاون في دعم القضية الفلسطينية والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
كما أبرز ما يوليه مجلس التعاون من اهتمام بالغ بتعزيز وحماية حقوق الإنسان من خلال تبني العديد من الأنظمة الموحدة والقواعد الاسترشادية، واتباع دوله الأعضاء نهجا شاملا ومتواصلا لتطوير بنيته التشريعية والمؤسساتية ذات الصلة بحقوق الإنسان استنادا على القيم الإنسانية والحقوق النبيلة المستقاة من الدين الإسلامي الحنيف، والتزاما بالمبادئ الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث ننتهج مبدأ الحق في التنمية مفهوما أساسيا لاستدامة وحفظ وصون كرامة حقوق الإنسان، إلى جانب عملها على التعاون مع الآليات الأممية الخاصة بحقوق الإنسان مع مراعاتها مبدأ الاحترام لتنوع مفاهيم حقوق الإنسان والاختلاف القيمي بين مختلف الشعوب والمجتمعات.
وأعرب عن قلقه إزاء تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وانتشار خطاب الكراهية، داعيا إلى تضافر الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، وبناء ثقافة بديلة تقوم على التسامح والحوار والتعايش السلمي.
وفي ختام كلمته، أشاد السيد جاسم محمد البديوي بالدور الحيوي والهام الذي يؤديه العاملون في المنظمات الإنسانية والإغاثية، معربا عن قلقه من المخاطر التي تواجههم في المجال الإنساني، ما يستدعي حمايتهم في النزاعات وفق قواعد القانون الدولي واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المحاسبة على هذه الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب بحقهم.
كما أكد في الوقت ذاته على ضرورة تجديد الدعم الكامل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تمثل طوق نجاة لملايين اللاجئين الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لها لضمان استمرار خدماتها الإنسانية والتعليمية والصحية التي تشكل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي ولحماية حقوق الإنسان.