لوحَةٌ للفنَّانِ الراحل يوسف الشريف قامَ خلالها بتصوير سيدة تقومُ بإعداد بعض من الأكلات الشعبية، وتميزت بكونها احتوت على قدر عالٍ من العبق التاريخي، مستخدمًا المعاصرة من حيث الأسلوب والمنهج المتناول في إبداعها، وخلال تلك اللوحة وغيرها الكثير من إبداعات الشريف يمكننا التأكد من أن أعماله لا تخلو من التعبير عن الجوانب الإنسانية، وتناول المواضيع التي تُمجِّدُ العمل والإنسان في تألقه عندما يعمل، وأوضح النماذج هي تلك اللوحة التي تنقل مشهدًا حياتيًا من قلب بيت قطري تكد فيه المرأة لتعد الطعام على هيئته التراثية، فيوثق لنا مشهدًا من حياة الأجداد، ويتجلى لنا أن الفنان الراحل قد التزمَ بالحدود التي رسمها لنفسه، فعالج على مسطحات أعماله الفنية، الحياة الاجتماعية، والعادات والتقاليد المتوارثة في قطر، فشكلَ بذلك إنتاجه نموذجًا للفنان المؤمن بأسلوبه الذي تميزَ به عن أبناء جيله، فأعماله التي سجَّلت الواقع القطري وأرَّخت له يتزايدُ عشاقها ويتضاعفُ جمهورها، الأمر الذي أسهمَ في رواج فنه وإقبال الناس عليه، حيث كانت أعماله تُقتنى أولًا بأول.