الدوحة ـ أحمد مصطفى:
يُعَدُّ سوق واقف من أبرز الوجهات التراثية التي تجذب الزوّار من مُحبي الفنون التقليدية والصناعات اليدوية. ومن بين أعرق هذه الصناعات تبرز صناعة الفَخَّار، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، حيث تعكس القطع الفَخَّاريَّة المعروضة في السوق مزيجًا رائعًا بين التراث الأصيل والتطوّر العصري.
ولم تعد صناعة الفَخَّار مقتصرةً على الأدوات التقليدية مثل الأواني المنزلية وأباريق الماء، بل شهدت تطورًا ملحوظًا في استخدامها وأشكالها، فأصبحت تُستخدم في الحدائق كأحواض للزهور، وفي الديكورات الداخلية كفَخَاريّات للإضاءة، إلى جانب الطواجن الخاصة بالطهي وأكواب الشاي والقهوة. كما ظهرت تصاميم حديثة مثل الفوّاحات العطرية التي تعمل بالشمع، والكولديرات المُخصصة لحفظ الماء وتبريده.

ورغم التطوّرات التكنولوجية ودخول الماكينات الحديثة في تصنيع الفَخَّار، فإنه لا تزال الحِرفة اليدوية تحتفظ بمكانتها الخاصة، إذ تتميز الأعمال اليدوية بتفاصيل دقيقة وزخارف متنوعة لا تستطيع الآلات محاكاتها. ومع ذلك، يواجه الحِرفيون تحديات كبيرة في الحفاظ على الهُوية التراثيّة مع تلبية احتياجات العصر الحديث، ما يتطلب مزيجًا من الابتكار والحفاظ على الأصالة.

ويؤكد تجار الفَخَّار في سوق الحرف بسوق واقف لـ الراية أن الطلب على المنتجات الفَخَّارية ما زال مرتفعًا، حيث ينجذب الزوّار إلى التنوع الفريد في الأشكال والألوان والتصاميم. وتختلف الأسعار بِناءً على الحجم والتصميم، إذ تبدأ أسعار الأكواب الصغيرة من 30 ريالًا، بينما تتراوح أسعار الأطباق بين 40 و60 ريالًا، وقد تصل أسعار بعض المجموعات الفَخَّارية إلى 300 ريال، أما الفازات الكبيرة فقد يتجاوز سعرها 1000 ريال.
إلى جانب المنتجات المحلية، يعرض سوق واقف أنواعًا مختلفةً من الفَخَّار المستورد من دول معروفة بصناعة الفخار المتميز مثل تركيا، وباكستان، وإيران، حيث تتميز هذه المنتجات بجودتها العالية وتصاميمها الفريدة. كما ظهرت مؤخرًا صيحة تزيين الفَخَّار برسومات وألوان مخصصة حسب رغبة الزبائن، ما يُضفي لمسةً فنيةً وشخصيةً على هذه القطع.

وعلى مدار العام، يحتضن سوق واقف العديد من الفعاليات التي تحتفي بالصناعات التقليدية، بما في ذلك ورش تعليمية تتيح للزوّار تجرِبة صناعة الفَخَّار بأنفسهم، ما يساهم في إبقاء هذه الحرفة حيةً ويعزّز من قيمتها الثقافية.
ويبقى الفَخَّار أكثر من مجرد صناعة حرفية، بل هو رمز من رموز التراث العريق الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، ويواصل رحلته في الربط بين الماضي والحاضر.