كُنْتُ وما زلتُ إذا أصَابني همٌّ أو غمٌّ أو مرضٌ، ألجَأ إلى الله وإلى الصلاة، فأرى فرجًا ويُسرًا وتَوفيقًا وشفاءً بإذن الله سبحانه وتعالى.
فالإنسان ضَعيف، خلقه الله من ضعف، وليس له حول ولا قوة إلا بخالقه الذي أوجده وخلقه، فهو يستمد قوته من ربه، فمن استعان بالله أعانه ووفقه وهداه ورزقه وكفاه وآواه ونصره وسدد خطاه، لذلك بعض الناس إذا أصابه أمرٌ مكروهٌ قام فتوضأ وصلى فتنجلي عنه همومه وأحزانه ومشاكله بحول الله وقوته، فلا تظن أنك قادر على حل مشاكلك وتدبير وتيسير أمورك من دون الاستعانة بالله، فأنت محتاج إلى الله في كل لحظات حياتك، والذي يظن غير ذلك، فهمه قاصر، لأن الضعيف لا يستطيع أن يكون قويًا إلا بالقوي، والفقير لا يكون غنيًا إلا بالغني، ولو تدبرنا هذه الآية الكريمة لعرفنا من نحنُ وهل نحنُ ضعفاء وفقراء أم لا. قال تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)، فلا بد أن تعرف أنك فقير والله غني وأنت ضعيف والله قوي، إذا عرفت هذا فستلجأ إلى الله وإلى الصلاة في جميع أمورك الدينية والدنيوية وستعلم أنك لا تستطيع أن تستغني عن ربك ولو للحظة واحدة، فلو تركك الله لنفسك لهلكت، ولكن الله رحيم بعباده فمَن كان مع الله كان الله معه.
قال تعالى: (واعلموا أن الله مع المتقين)، وكذلك تستعين بالصبر لأن الصبر سلاح قوي في وجه مصاعب الدنيا وآلامها، والصبر ذكَرَه الله في القرآن أكثر من تسعين موضعًا، فالصابر إنسان قوي والذي ليس عنده صبر أو صبره ضعيف هو إنسان ضعيف، فكُن صابرًا محتسبًا متوكلًا على ربك، لا تهزك الدنيا ولا تعني لك شيئًا، واستعن بالصبر والصلاة دائمًا، وقبل أن تلجأ إلى الناس الجأ إلى رب الناس فهو الذي بيده كل شيء، لكن إذا لجأت إلى الناس لجأت إلى الضعفاء إلا من سخره الله لمساعدتك، وحتى الذي ساعدك وأعانك من الناس فالله هو الذي سخره لك ولم يساعدك من تلقاء نفسه، فالخير لا يأتي إلا من الخالق، والشر لا يأتي إلا من الخلق، فإذا أردت الخيرَ فهو عند الله، فكُن مع الله يكن الله معك، وإن كنت مع غيره وكلَكَ اللهُ إليه.