الدوحة – هيثم الأشقر:

نظّمت دار الكتب القطرية ندوة ثقافية بعنوان «دار الكتب القطرية وجهودها في دعم التعليم» وذلك ضمن برنامجها الثقافي الهادف إلى تسليط الضوء على دورها التاريخي والمحوري في تعزيز العملية التعليمية، ودعم الباحثين والطلاب، وتوفير مصادر المعرفة. وقد شهدت الندوة حضور نخبة من الشخصيات البارزة التي كان لدار الكتب القطرية أثر كبير في مسيرتها العلمية والثقافية. وتحدث خلال الندوة التي قدمتها الإعلامية حنان العمادي كل من سعادة الدكتور محمد عبدالرحيم كافود، وزير التربية والتعليم السابق، سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة السابق.

إرث تعليمي

وفي كلمته خلال الندوة، استعاد سعادة الدكتور محمد عبدالرحيم كافود، وزير التربية والتعليم السابق، ذكرياته مع دار الكتب القطرية، مشيرًا إلى دورها الكبير عندما كان طالبًا في الدراسات العليا خلال سبعينيات القرن الماضي. وأوضح قائلًا: أتذكر هذه الدار في حقبة السبعينيات عندما كنت طالبًا، وفي ذلك الوقت لم تكن هناك أجهزة تصوير، فكانت دار الكتب الملاذ الوحيد للباحثين والطلاب الذين يقضون ساعات طويلة في الاطلاع على المراجع والاستفادة من كنوز المعرفة التي تحتضنها.

أما سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة السابق، فأكد على الرمزية التاريخية التي تحملها دار الكتب القطرية ليس فقط لدولة قطر، بل لدول الخليج العربي بأكملها، قائلًا: دار الكتب القطرية لها رمزية تاريخيّة ترتبط بدولة قطر ودول الخليج العربي وإعادة افتتاح الدار بحُلة جديدة ستضيف الكثير للجميع.

وأضاف قائلًا: تمثل هذه الدار ذكرى خاصة لدى كل قطري، حيث إن المنطقة التي تقع فيها الدار كانت دائمًا بيئة تعليمية جاذبة، حيث كان الطلاب يتجمعون للمذاكرة والبحث، ما عزز روح التعلم بين الأجيال المختلفة.

وفي مداخلة خلال الندوة أكد الباحث علي عبدالله الفياض أن دار الكتب القطرية كانت دائمًا المصدر الأول لكل طالب علم وباحث، قائلًا: هي المنهل لكل قارئ وطالب علم، وكانت أول مكتبة وطنية في الخليج العربي، وإعادة افتتاحها يعكس التزام قطر بتطوير المشهد الثقافي وتعزيز دور المكتبات في المجتمع.

يُذكر أن دار الكتب القطرية افتتحت مؤخرًا بعد عملية تطوير شاملة، تهدف إلى تعزيز دورها كمركز ثقافي ومعرفي حديث، مجهز بأحدث التقنيات والخدمات التي تلبي احتياجات القراء والباحثين. كما ستركز الدار في المرحلة المُقبلة على توسيع برامجها التعليمية والثقافية، لتكون منارة للعلم والمعرفة في قطر والمنطقة. وبهذا الحراك الثقافي المستمر، تواصل دار الكتب القطرية رسالتها في دعم التعليم ونشر المعرفة، مؤكدةً أنها ليست مجرد مكتبة، بل ذاكرة وطنية تعكس التطور الفكري والعلمي لدولة قطر، وستظل وجهة رئيسية لكل من يسعى للعلم والثقافة.