بالعربي الفصيح.. المطر.. زينة الدنيا

لو طلبَ منّي أحدُكم حصرَ نِعَمِ الله عليَّ والتي وصفتْ بأنَّها تعدُّ ولا تُحصى.. فلن أستطيعَ إلى ذلك سبيلًا.
ولكن لو سألتُمُوني عن أحبِّ تلك النِعم إلى قلبي وليس حصرها، فلن أتردّدَ في الإجابة ولو لحظة لأخبرَكم أنَّ المطرَ يأتي في مقدمة قائمة طويلة لا حصر لها.
نعم.. أحبّ المطر إلى ذلك الحدِ.
ومن منَّا لا يحبُ المطر؟!
تلك النِعمة التي إذا هطلت على روحي اهتزّت ورَبَت، ولو نزلت على قلبي سقت ورَوَت، كيف لا أحبُ المطرَ، وهو حديث العهد بربّه؟!
كيف لا أحبّه وهو مغتسل بارد وشراب؟!
المطر من الجنّة يغسل نفوسنا وينقي قلوبنا وينعش عقولنا ويجدد عهدنا مع الله بالإيمان الصادق والعمل المخلص.. لتكن الجنَّة هي المأوى.
فلو اِلتفتّم، أعزائي، إلى الأمس خلسة لتذكّرتم كل المعاني التي أسردها هنا، وقد تجلّت في أرض ضاحكة مُستبشرة، وفي خلق حوَّلهم المطر إلى أطفالٍ، فرحتُهم بسيطة وتعبيرهم عنها عميقٌ..
ومن التعبير القرآنيّ.. «اهتزت وَرَبَت»، الذي يصف أثر ماء السماء على الأرض.
أختمُ بتعبير إنساني بسيط يقول: «هب البراد وزانت النفسية»، حيث يصف أثر الأجواء الجميلة على النفس البشرية التي تسعد وتتزين، بمشهد الغيوم الواعدة بالخير، والنسيم الرقيق الذي يتغلغل في الروحِ، والختام المدهش بالمطر آناء الليل وأطراف النهار.
جعل الله أيامكم كلها.. زينة
والحمد لله دائمًا، وأبدًا على نعمة المطر.