شخصيات إسلاميَّة.. القعقاع بن عمرو .. خير من ألف رجل

القعقاع بن عمرو التميمي، صحابي جليل و فارس مسلم شهد معركة القادسية و اليرموك وغيرهما من معارك المسلمين، كان شجاعًا مقدامًا ذا حنكة عسكرية في إدارة المعارك.
في اليوم الثاني من معركة القادسية أصبح القوم، وفي أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة من الشام وكان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والقعقاع بن عمرو التميمي، وقسم القعقاع جيشه إلى أعشار وهم ألف فارس، وانطلق أول عشرة ومعهم القعقاع، فلما وصلوا تبعتهم العشرة الثانية، وهكذا حتى تكامل وصولهم في المساء، فألقى بهذا الرعب في قلوب جيش الفرس، فقد ظنوا أن مئة ألف قد وصلوا من الشام، فهبطت هممهم، ونازل القعقاع أحد فرسان الفرس يدعى بهمن جاذويه أول وصوله فقتله، وبات القعقاع لاينام، فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم فيه بالأمس، وقال: إذا طلعت الشمس فأقبلوا مئة مئة، ففعلوا ذلك في الصباح، فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس. وابتدأ القتال في الصباح في هذا اليوم الثالث وسمي يوم عمواس، والفرس قد أصلحوا التوابيت، فأقبلت الفيلة يحميها الرَّجَّالة فنفرت الخيل، ورأى سعد الفيلة عادت لفعلها يوم أرماث فقال لعاصم بن عمرو والقعقاع: اكفياني الفيل الأبيض، وقال لحمال والربيل: اكفياني الفيل الأجرب، وفي هذه الليلة حمل القعقاع وأخوه عاصم والجيش على الفرس بعد صلاة العشاء، فكان القتال حتى الصباح، فلم ينم الناس تلك الليلة، وكان القعقاع محور المعركة. قال عنه أبو بكر الصديق: «لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل»