في عصرٍ يتَّسِمُ بالتغيُّرات السريعة والمستمرة في بيئة العمل، أصبح من الضروري للإدارة تبني أساليب متطورة تتناسب مع هذه التحديات. الإدارة الحديثة لا تعتمد فقط على القدرة على إدارة الفرق، بل تشمل أيضًا القدرة على الإلهام وتحفيز الأفراد للوصول إلى أفضل ما لديهم من إمكانيات، من خلال هذا المقال نستكشف كيف تؤثر أساليب الإدارة الحديثة على الأداء الفردي والجماعي في المؤسسات.

الإدارة التحويلية مفهوم جديد وكثيرًا ما يُركز الباحثون على تناوله من خلال التركيز على أهمية وجودهم في المؤسسات، وهذا بسبب قدرتهم على تحفيز الموظفين وتعزيز إمكانياتهم من خلال إلهامهم وتشجيعهم على تبني رؤية الشركة كجزء من مساعيهم الشخصية. المسؤولون التحويليون يبنون الثقة ويخلقون ارتباطًا عاطفيًا مع فرقهم، ما يؤدي إلى مستويات أعلى من الإنجاز والإبداع، هذا النوع من الإداردة يعزز بيئة عمل تدعمُ المخاطرة المحسوبة، وتشجعُ على الابتكار.

الإدارة الخدمية تتمحور حول مفهوم خدمة الآخرين قبل النفس، وهؤلاء المسؤولون يضعون احتياجات فرقهم في المقام الأول، ما يؤدي إلى تحسين الروح المعنوية وزيادة الإنتاجية، وهذا لأنهم يؤمنون بأن النجاح يأتي من خلال تطوير الأشخاص وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة، ويجب الاعتراف بأن هذه الطريقة تبني مستويات عالية من الولاء والتزام طويل الأمد نحو المنظمة.

ومن جانب آخر، وفي ظل البيئات الديناميكية، سريعة التغير، تبرز الإدارة الرشيقة كأسلوب فعّال للتعامل مع المشاريع والمهام المُعقدة. الإدارة الرشيقة تعتمد على المرونة، التكيف السريع مع التغيرات، والتركيز على التعاون والتواصل المُستمر. هذا الأسلوب يُسهم في تسريع عمليات اتخاذ القرار ويحفز الفرق على العمل بكفاءة أعلى في بيئات مُتغيرة.

عادة ما يُسلَّطُ الضوءُ على الإدارة الديمقراطية على أنها أسلوب قيادي يعمل على تشجيع الموظفين على المشاركة الفعالة في عملية صنع القرار، وهذا الأسلوب يدعم الشفافية والتواصل المفتوح، كما أنه يعزز الشعور بالمسؤولية والانتماء لدى أعضاء الفرق، وهذا عبر تمكينهم من المشاركة في القرارات الاستراتيجية، ومساهمتهم الفعالة في تحسين مجالات الابتكار والرضا الوظيفي.

في الختام.. أساليبُ الإدارة الحديثة تقدم نماذجَ متنوعة لتعزيز الأداء الفردي والجماعي داخل المُنظمات، وهذا من خلال تبني الأساليب الحديثة، كما يمكّن المسؤولين من تحسين الإنتاجية، وبناء فرق عمل أكثر سعادة وإبداعًا، وهذا من خلال الإدراك بأن الإدارة في العصر الحديث تتطلب مزيجًا من الحكمة، والرؤية، والقدرة على التحفيز والتأثير، وكلها عناصر حيوية للنجاح في البيئات المُعاصرة المُتغيرة.

 

خبير التنمية البشرية

Instegram: @rqebaisi

Email: [email protected]