الدوحة-الراية:
أكَّدَ فخامة الرئيس العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانيّة الشقيقة، أن زيارته للدوحة تأتي تلبية لدعوة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، وفي سياق حرص قيادتي البلدين على الدفع بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب.
وقَالَ فخامته في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف القطرية بمقر إقامته بالدوحة: تشكل الزيارة أيضًا فرصة لبحث القضايا الأساسية التي تهم البلدين، مثل وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار والاستقرار في المنطقة ككل.
وأوضَحَ فخامته أن دولة قطر والجمهورية اللبنانيّة تَرْتَبِطان بعَلاقات تاريخيّة وثيقة مبنيّة على أسس من الأخوة والتعاون، وترتكز على الاحترام المتبادل والأخوة العربية الصادقة، وتستند إلى إرث من التعاون والتضامن، وتشهد نموًا وتطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وثمَّنَ الدور الإيجابي لدولة قطر والمتواصل لدعم بلاده في مختلف القضايا والظروف، منوهًا بأن دولة قطر أظهرتْ قولًا وعملًا على مر السنين تضامنها الكامل ودعمها المُطلق للبنان لتجاوز أزماته على كافة الصُعد، معربًا عن ثقته بأن هذه الزيارة، ستساهم في تطوير العلاقات الثنائية بما يعكس روح الأخوة العربية الصادقة والرغبة المشتركة في النهوض بالمصالح المشتركة للبلدين، ودعم الاستقرار في المنطقة.

ونوَّهَ بوقوف دولة قطر الدائم إلى جانب لبنان خلال الأزمات، وخاصة من خلال تسيير جسر جوي يحمل دعمًا طبيًا وغذائيًا ومواد إيواء خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، إلى جانب وقوف دولة قطر خلال أزمة لبنان الاقتصادية من خلال تقديم «الوقود» لدعم المستشفيات الحكومية والمرافق الصحية، ومثمنًا دعم قطر لإعادة تأهيل مستشفى «الكرنتينا» بعد الضرر الذي أصابه عقب انفجار مرفأ بيروت في عام 2020. وشدَّدَ فخامته على عمق الروابط التاريخية بين البلدين، ورغبة قيادتي البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لافتًا إلى أن العلاقات اللبنانية - القطرية تشكّل نموذجًا للتعاون العربي القائم على الأخوة والدعم المتبادل.
وشدَّدَ على أن دولة قطر لعبت دورًا محوريًا في دعم لبنان في محطات مفصلية من تاريخه الحديث، لا سيما خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو عام 2006، حيث كانت من أوائل الدول التي سارعت إلى تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والإنساني والمادي، وتبنت إعادة إعمار عددٍ من القرى والبلدات الجنوبية التي تضررت بفعل العدوان، في مشهد لا يزال اللبنانيون يذكرونه بتقدير وامتنان.
ولفَتَ إلى أن دولة قطر واصلت دورها الإنساني والتنموي في لبنان من خلال برامج دعم متعددة، شملت قطاعات الصحة والتعليم والإغاثة، وكان لها حضور بارز في تقديم المستشفيات المَيدانية خلال جائحة كورونا، إلى جانب المساعدات العاجلة التي أرسلتها عقب انفجار مرفأ بيروت في عام 2020.
وأكَّدَ الرئيس اللبناني أهمية الدور القطري في دعم الاستقرار ودفع مسيرة التنمية ببلاده، عبر تعزيز سلطة الدولة وجيشها على كافة الأراضي اللبنانية، وإعادة الثقة إلى العلاقة التي تجمع لبنان بدول العالم، والتعاون مع الحكومة ومجلس النواب.
وقال: نرحب بالقطريين للاستثمار والسياحة في لبنان بأمن وأمان، معبرًا عن تطلعه لتنمية قطاع السياحة عبر تعزيز التبادل السياحي وتشجيع القطريين على المجيء إلى لبنان.
وأضافَ: نتطلع لتعزيز الشراكات في مجالات الطاقة والاستثمار والسياحة والخدمات المصرفية، لافتًا إلى أن قطر تمتلك خبرة كبيرة يمكن الاستفادة منها في تطوير قطاع الطاقة اللبناني، وتعافي القطاع المالي من خلال تشجيع الاستثمارات القطرية في لبنان والتعاون المصرفي.