الدوحة- موقع الراية :
بحضور الأستاذ سعد محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، ضيف شرف الحفل؛ احتفلت جامعة قطر بتخريج 418 خريجة من طالبات كلية الآداب والعلوم (دفعة 2025) خلال الحفل الصباحي الأول، وهنّ من تخصصات متنوعة في الكلية، منها: الإعلام، والتاريخ، وعلم النفس، والخدمة الاجتماعية، وعلم الاجتماع، والجغرافيا التطبيقية، ونظم المعلومات الجغرافية.
كلمة ضيفة الشرف
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال الأستاذ سعد محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة ، ضيف شرف الحفل: " عندما يتذكر الإنسان لحظة كهذه، لحظة تختلط فيها مشاعر الفرح بالحزن، يكون الفرح في مناسبة التخرج، والحزن في وداع مكان جميل شكّل جزءًا مهمًا من حياته. إن الحياة الجامعية تُعد من أجمل المراحل التي يعيشها الإنسان، فهي منبع للمعرفة والوعي، وهي أيضًا فضاء لاكتشاف الذات وتكوين الشخصية".
وأضاف: " تعود بي الذاكرة إلى سبتمبر من عام 1974، عندما التحقت بالجامعة لأول مرة. تركت عائلتي وبيتي، وانتقلت إلى حياة جديدة تطلّبت مني الاعتماد الكامل على نفسي. كانت البداية صعبة؛ أنظم وقتي، أتابع دراستي، وأتكيف مع مسؤولياتي الجديدة. لكن مع مرور الوقت، تحولت هذه التحديات إلى دروس ثمينة، شكّلت أساسًا اعتمدت عليه في مسيرتي العلمية والعملية".
وعن رحلته الجامعية قال : " كانت الجامعة مجتمعًا مختلفًا، التقيت فيه بأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات، بعضهم تخطى الخمسين من عمره، وآخرون بدأوا للتو. كنت أجلس إلى جانب أم وابنتها في محاضرة واحدة. أدركت حينها أن العلم لا يرتبط بعمر أو ظرف، بل هو مسار مفتوح لكل من يطلبه. فالجامعة لم تكن مجرد مقررات ومحاضرات، بل بيئة حياة ونمو وتبادل إنساني وفكري لا يُنسى. وعندما جاء يوم تخرجي في يوليو من عام 1978، شعرت أنني أودّع بيتًا عزيزًا لا يُعوّض. رغم فخري بالتخرج، تمنيت في داخلي لو طالت الرحلة أكثر. فقد كانت سنوات الجامعة مليئة بالتجارب التي شكّلتني وعمّقت شغفي بالعلم. واليوم، وأنا أرى خريجات جامعة قطر يصعدن منصة التخرج، أستشعر نفس المشاعر، وأوقن أنكن على مشارف مرحلة لا تقل أهمية عن التي سبقتها".
وقال مخاطبًا الخريجات: " رسالتي إليكنّ أن تواصلن هذا الطريق بنفس العزيمة. الوطن يحتاج إلى إبداعكنّ، وإلى ما تحملنه من قيم ومعرفة اكتسبتنها من هذه الجامعة الرائدة. تواصلكن مع جامعة قطر يجب أن يستمر، ليس فقط كخريجات، بل كسفيرات لصرح علمي ساهم في بناء شخصياتكنّ. إن التخرج ليس نهاية، بل بداية لمسؤولية أكبر. وفقكنّ الله وبارك في مساعيكنّ، وجعل مستقبلكنّ مليئًا بالعطاء والتميز".
كلمة ممثلة الخريجات
كلمة ممثلة الخريجات ألقتها الخريجة آمنة خالد عبدالرحمن أبوبكر المصلح، وقالت فيها: " ها قد مرّت أربع سنوات منذ أوّل يوم دراسيّ لنا في جامعة قطر، أربع سنوات حملت في طيّاتها أولى لحظات التردّد بين تخصّص وآخر، ومشاعرَ غيرَ مستقرّة. في تلك اللحظات، لم نكن ندرك أنّ كلّ واحدة منّا ستخوض تجربةً قد تُحدث تحوّلًا في حياتها. بين نزول وصعود، تعثر ونهوض، تشتّت وتركيز، كل تلك التحدّيات صنعت شخصياتنا بصمت. أدركنا أننا رغم الصعوبات، قادراتٌ على تجاوز كلّ العقبات، من تسجيل خاطئ، إلى تقديم مشروع في خانة مادة أخرى، وغيرِها".
وأضافت ممثلة الخريجات: " نقف اليوم حاملاتٍ شهاداتِنا، فرِحاتٍ بحصاد سنواتٍ قضيناها في هذه الجامعة. في كلّ محاضرة، وكلّ اختبار، وكل لحظة شكّ، تعلّمنا أنّ النجاح لا يُقدّم على طبق من ذهب، بل يُنتَزَع بالإصرار. خضنا دراستنا بين التعلم عن بعد، والتعلم الحضوريّ، وسط ظروف لم تكن مثالية، لكنّنا كنّا أقوى منها".
وقالت مخاطبة زميلاتها الخريجات: " دفعة ٢٠٢٥، نحن لسنا مجرّد خريجات، ولسنا مجرّد أسماء تضاف إلى قائمة خريجات جامعة قطر، ولا مجرّد أرقامٍ تُحسب في تاريخ الجامعة. نحن صفحاتٌ كُتِبت تفاصيلُها بين أروقة الجامعة، ولكلٍ منّا سطر مختلف ابتدأ بحلم بسيط، وتطوّرَ مع الأيّام حتى صار هدفًا نسعى إليه بكلّ وعي وإصرار. لم تكن رحلتُنا مجردَ التزام بمقررات دراسية، بل تجربةً متكاملة تعلمنا فيها الكثير عن أنفسنا وعن الحياة".
وفي ختام كلمتها، قالت ممثلة الخريجات: " إنّ العلم لا يقف عند نيل الشهادة، بل يظلّ طريقًا ممتدًا ما دامت فينا حياة، قال الله تعالى: {وقل ربّ زدني علمًا}؛ فهذه بداية لحياةٍ جديدة، وليست نهاية الطريق. فقد تختلف مساراتُنا، وتتغيّر أحلامُنا، لكن ما سيبقى معنا دائمًا هو ما تعلّمناه، وما خضناه من تجاربْ، لنخطوَ خطواتِنا نحو مستقبل يليق بنا ونطمحُ إليه".
كلمة عريفة الحفل
من جانبها، ألقت الخريجة هديل يحيى علي اليماني كلمة عريفة الحفل، وقالت: " هذه اللحظة ليست النهاية، بل هي بداية رحلة جديدة في عالم مليء بالفرص والتحدّيات. يقول أرسطو :"إنَّ جذورَ التعليم مُرّة... لكنّ ثمارَه حلوة"...ومقولته تلخّص البدايةَ والنهاية .. لسعينا في طلب العلم والمعرفة. وعندما نُلقي نظرة على واقع المرأة، في العالم العربي، ندرك أن التعليم الجامعي، ليس مجرد مرحلة دراسية، بل هو محطة فاصلة تُحدث تحوّلًا عميقًا في مسيرتها، وتفتح أمامها أبواب التمكين والمشاركة الفاعلة في مجالات الحياة كافة".
وخاطبت زميلاتها الخريجات، قائلة: " لستن مجرّدَ خريجات، بل أنتن رمزٌ للتمكين والنمو، قادراتٌ على تحقيق أحلامِكُنّ، وتركِ أثرٍ إيجابيّ في هذا العالم المتغيّر... كلُّ واحدة منكنّ تمثّل صوتًا قويًّا، انطلقنَ نحو آفاقٍ جديدة، ولنجعلْ من التعليم سلاحًا للمواجهة".