الدوحة الراية:

وضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، أقيمت مجموعة من الندوات الفكرية والأمسيات الأدبية والمحاضرات العامة، التي ناقشت موضوعات متنوعة ومُهمة في مجالات الأدب، والفكر، والتراث، وصناعة النشر. وقد حظيت هذه الفعاليات بتفاعل ملموس من الجمهور وطرحت نقاشات ثرية تستحق المُتابعة.

كما تعرض دور النشر القطرية والعربية والأجنبية مجموعة كبيرة من الإصدارات الجديدة والكتب المُتخصصة، التي تغطي مجالات الأدب، والتاريخ، والفلسفة، وكتب الأطفال، والعلوم، والتقنية، وغيرها. ويستقطب المعرض قراءً من مختلف الأعمار والاهتمامات، في أجواء تسويقية وثقافية مميزة.

ويؤكد هذا الإقبال الكبير على أن معرض الدوحة للكتاب لم يعُد مُجرد منصة لعرض الكتب، بل تحوَّل إلى مُلتقى ثقافي شامل يجمع القراء والكتّاب والناشرين، ويعكس المكانة الثقافية المُتنامية لدولة قطر على خريطة المشهد الأدبي العربي، والدولي.

قال سعادةُ السيد عماد عبدالله حمدان وزير الثقافة في دولة فلسطين، أن الثقافة الفلسطينية تتعرض لمحاولات سرقة وإبادة من جانب المحتل الإسرائيلي، مؤكدًا أهمية دفاع الثقافة الفلسطينية عن نفسها أمام تلك المحاولات.

وأشار خلال ندوة واقع الثقافة الفلسطينية في معرض الدوحة الدولي للكتاب، إلى إنه بالرغم من كل ما تتعرض له فلسطين من حرب إبادة في مناطق مُختلفة سواء في قطاع غزة أو غيرها من المناطق الفلسطينية، نرى المشهد الفلسطيني صامدًا، حيث نرى الكاتب يكتب والشاعر ينظم قصيدته، والفنان يرسم لوحته أو ينحت مجسمه، والموسيقار يلحن ألحان الثورة والعودة، معتبرًا أن هذا هو المشهد الثقافي الذي تحاول فلسطين التشبث والتجذر به، ما يدُل على مدى تمسك الفلسطيني بأرضه وتاريخه وثقافته.

وأكد وزير الثقافة الفلسطيني أن الثقافة الفلسطينية ليست رفاهية بل هي سلاح للمقاومة قائلًا: «اليوم نشهد في غزة إبادة ثقافية بالإضافة إلى الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع، وأكبر خسائرنا بالطبع هي الخسائر البشرية، حيث إننا فقدنا مئات المُثقفين الذين استشهدوا في هذه الحرب وقد يكونون نزحوا من القطاع، كما نتحدث عن الجرحى، والمراكز الثقافية والمواقع الأثرية، والتراثية التي دمرت في غزة، وهناك مئات المواقع التي تم تدميرها وهي مواقع تاريخية أثرية لا يمكن استعادتها، ولكن بالرغم من ذلك نقول: إن الثقافة في غزة سوف تنهض من جديد وسوف يعود المشهد الثقافي في قطاع غزة مثل باقي أرجاء فلسطين».

وأوضح الوزير الفلسطيني أن عمل وزارة الثقافة الفلسطينية في قطاع غزة صعب جدًا في ظل ظروف الحرب ولكن بالرغم من ذلك تحاول الوزارة التواصل مع من تستطيع التواصل معهم في القطاع، مشيرًاً إلى أن الوزارة تدعم المثقف بقطاع غزة من خلال استنهاض الكتاب والأدباء لإصدار كتب وإصدارات، وقد صدرت روايات خطت بأيدي كتاب وأدباء من داخل غزة يروون شهاداتهم على ويلات الحرب التي عاشوها، رغم أن البعض منهم حتى بعد إصدار كتاباته استشهد.