بقلم : مازن القاطوني ..
البدايات دائماً تحمل معها كثيراً من الحماسة، فكل الأمور من حولك ما زالت جديدة والفضول يحرّكك لاكتشاف المزيد، مثل ذلك تماماً يحدث مع الدراسة التي دقّت أبوابها وابتدأ عام جديد لها من أسابيع معدودة، أتذكر جيداً فرحتي وأنا صغير مع بداية كل عام دراسي، شغوف ونوايا جادة للاجتهاد والوصول إلى تفوق مأمول، لكن ما يلبث الأمر أن يتحوّل، حيث يسري الملل وتعمّ أحياناً الفوضى.
أدري أن هذا الأمر يحدث مع كثير من الطلاب والدارسين، لكن ما السبب من وراء ذلك وما الحل؟ السبب في رأيي المتواضع هو عدم وجود هدف يشجعنا على خوض الصعاب من أجله، وأيضاً عدم وجود خطة حقيقية نسير عليها فيما يتعلق بالدراسة والمراجعة اليوميّة.
النظام يا أصدقاء والالتزام هو مربط الفرس لذلك من المفيد جداً استغلال الحماسة المبدئية المتوفرة مع البدايات، ومن ثم إنشاء خطة حقيقية تقودك إلى التفوّق، خطة يمكن أن تصممها بذاتك أو من الممكن الاستعانة بوالديك أو ما شابه، ليس من باب أنك لا تستطيع وإنما من باب أن المشاركة مع غيرك تصنع فيك التزاماً أكثر.
عليك أن تكون واقعياً، فليس من الجيد أبداً ألا تواجه نفسك بمواطن ضعفك وقصورك الدراسي، إذ الهروب من تلك الأمور والاستمرار في أساليب التعلم التقليدية لن يثمر أبداً عن تطوّر، فإذا كنت مثلاً ضعيفاً في مادة مثل الرياضيات فعليك أن تحدّد في أي أقسامها أو مواضيعها، ومن ثم تلجأ لأحد الخبراء كي يقويك فيما ضعفت فيه. إن السبيل إلى تثبيت المعلومات هو مراجعتها ودراستها في نفس اليوم الذي تؤخذ فيه، بمعنى أنه إذا ما انتهيت من يومك الدراسي وعدت للمنزل وأخذت قسطاً من الراحة فيجب عليك مراجعة كل ما قمت بدراسته في حصصك أو محاضراتك، بجانب أن هذا الأمر يسهم في تثبيت المعلومات، فإنه كذلك يسهل عليك الأمور مستقبلاً ولا تدع المواضيع تتراكم عليك.
إن التفوّق أعزائي مرهون بهدف كبير نسعى إليه وعزيمة وخطة جيدة، كل الأمور قابلة للحل، ليس هناك من هو ذكي ومن هو غبي، وإنما هناك شخص مُجِد وملتزم وهناك آخر متساهل كسول، لا ننكر وجود تفاوت بين البشر في التفكير فهذا شيء ثابت، وإنما لكل معضلة حل، فربما من يظن نفسه غير ذكي؛ ليس كذلك، وإنما فقط لديه بطء في الاستيعاب، أو أن طرق الشرح والتبيان غير مناسبة له، والحلول لكل هذه المشكلات موجودة، المهم أن نحدّد أين المشكلة، ولا نتردد في سؤال الخبراء والاستماع إلى طرق معالجة هذه الأمور، وبهذا وبحول الله نضع أقدامنا على سلم التفوّق بكل ثبات واستحقاق.